السبت، 15 أكتوبر 2016

• عباس بن فرناس

سأروي لكم يا أصدقاء حكاية جميلة عن الطيار الأول في التاريخ.. واسمه عباس.. واسم أبيه فرناس..  أي إن اسمه عباس بن فرناس..  وقد كان عباس عالماً ومخترعاً وشاعراً..  في آن معاً.عاش قبل أكثر من 1200 سنة في مدينة قرطبة في الأندلس التي تعرف اليوم باسم إسبانيا..

 كانت الطيور تثير اهتمام عباس وهي تطير في الهواء.. أحب عباس الطيور وطيرانها.. وتمنى لو يستطيع أن يقلدها ويطير مثلها.. وكان أهل بلاده يصفونه بأنه حكيم الأندلس.. والحكمة كانت تطلق على العالم بالكيمياء والطب... وقد فكر ابن فرناس بفكرة عجيبة لم يسبقه إليها أحد.. وهي أن يطير مثل الطيور الجميلة التي تحلق في الفضاء..لكن عباس لم يقم بتجربة الطيران إلا بعد تفكير وبحث ودراسة.. وخاصة في علم الفلك والفيزياء..
ولو رجعنا إلى الماضي لرأيناه وهو يشرح فكرته لتلاميذه.. والتلاميذ من حوله مستغربون متعجبون.. وعندما قرر القيام بتجربة الطيران قرر أن ينفذها بنفسه مؤمناً بنجاحها.. ولو عاد بنا الزمن لشاهدنا أيضاً العالم عباس بن فرناس وقد جمع تلاميذه وعدداً كبيراً من أبناء قرطبة ليشهدوا هذه التجربة الخطرة..
لم يطلب عباس من تلاميذه - وكانوا كثراً - أن يحل واحد منهم مكانه.. علماً أنّ العشرات منهم كانوا مستعدين لذلك.. لكنه لم يفكر بهذا حتى لا يعرض أحداً منهم للخطر.. مع ثقته بنجاح التجربة.وأمام جمع كبير أبناء قرطبة، وقف عباس بعد أن غطى جسده بريش مثل ريش الطيور.. وصار يبدو وكأنه طير ضخم.رفع عباس يديه كما ترفع الطيور جناحيها ثم قفز من مكان مرتفع.. قفز عباس مسافة ثم وقع.. ولم يتحقق طيرانه إلا لثوان معدودات.. وفشل في تحقيق حلمه الكبير.
ومنذ ذلك اليوم والناس تذكر عباس بن فرناس كلما ذكروا الطيران الذي أصبح في عصرنا الحالي أهم وسيلة نقل في العالم..رحم الله عباس الذي أصبحت قصته حكاية ترويها الشعوب.. حتى أنّ العلماء أطلقوا على موقع في القمر اسم (فوهة عباس بن فرناس).





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق