كان العرب قديمًا يتمتعون بصفات حميدة وكثيرة إلا أن أبرز
هذه الصفات هي الــكـــرم
ويبين لنا الشاعر (الحُـطَيْئَه) وهو شاعر من العصر الجاهلي
واسمه الحقيقي هو أبو مليكة جرول بن أوس العبسي وقد لقب بالحطيئة لقصر قامته.
فيقول في قصيدته:
فيقول في قصيدته:
1) وطاوي ثلاثاً عاصب البطن
مرمل *** ببيداء لم يعرف بها ساكن رسمـا
2)
أخي جفوة فيه من الإنس وحشة *** يرى البؤس فيها من شراسته
نعمى
3)
تفرد في شعب عجوزاً إزاءهــا *** ثلاثة أشباح تخالهم بهمــــا
4)
حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملــة *** ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعمــا
5)
رأى شبحاً وسط الظلام فراعـه *** فلما بدا
ضيفاً تشمر واهتمـــا
6)
وقال: هيا رباه ضيف ولا قـرى *** بحقك لا
تحرمه تالليلة اللحمـــا
7)
وقال ابنه لما
رآه بحيــــرة: *** أيا أبت اذبحني ويسر له طعمـــا
8)
ولا تعتذر بالعدم علَّ الذي طرا *** يظن
لنا مالا فيوسعنا ذمـــــا
9)
فروّى قليلاً ثم أحجم برهة *** وإن هو لم
يذبح فتاه فقد هما
10) فبينا هما عنت على البعد
عانـة *** قد انتظمت من خلف مسحلها نظما
11) عطاشاً تريد الماء فانساب
نحوها *** على أنه منها إلى دمها أظمــــا
12) فأمهلها حتى تروت عطاشهـا *** فأرسل فيها من كنانته سهمـــا
13) فخرت نحوص ذات جحش سمينة
*** قد اكتنزت لحماً وقد طبقت شحمــا
14) فيا بشره إذ جرها نحو
قومــه *** ويا بشرهم لما رأوا كلمها
يدمــى
15) وباتوا كراماً قد قضوا حق ضيفهم *** وما غرموا غرماً وقد
غنموا غنمـا
16) وبات أبوهم من بشاشته أبــاً *** لضيفهم والأم من
بشرها أمـــا
شرح أبيات القصيدة:
1) في البيت الاول :
يصف رجلاً قد مرت عليه ثلاثة أيام وهو عاصب( يعني رابط ) بطنه
بصحراء خالية من الناس.
2) في البيت الثاني:
رجل جاف قد عاش في عزلة عن الناس حتى بات يستوحش منهم، وهو من
قسوته يرى بؤس الصحراء نعمة.
3) في البيت الثالث:
إن هذا الرجل قد ترك من خلفه امرأة وبجانبها ثلاثة أبناء، وقد
شبّه الأبناء بالاشباح.
4) في البيت الرابع:
إن امرأته وأبناءه كانوا حفاة وفي حالة عري، ولم يتذوقوا طعم
الخبز السيء، حتى ولم يعرفوا القمح طعامًا.
5)
في البيت الخامس :
إن الرجل رأى من بعيد سرابًا أو ظلال أشخاص وسط الظلام، وقد أخافه
ذلك، وحينما علم أنهم ضيوف حلوا عليه استعد لضيافتهم.
6)
في البيت السادس :
وفي هذا البيت قد دعا ربه أن لا يحرم الضيف أكل اللحم في هذه
الليلة، إذ أن الرجل ليس لديه أي شيء ليقدمه للضيوف.
7)
في البيت السابع :
نظر ابن الرجل إلى أبيه، ورآه في حيرة من أمره فقال له: يا أبت
اذبحني وقدم لحمي طعامًا لهم.
8)
في البيت الثامن :
في هذا البيت قال الابن لأبيه لا تعتذر للضيف بأن لا يوجد لدينا
مانقدمه له، فيظن أننا بخلاء فيشتمنا ويفضحنا عند القبائل الاخرى.
9) في البيت التاسع :
لقد قرر الرجل أن يقتل ابنه، ولكنه تروّى قليلاً وتمهل، فهو
لم يذبح ابنه لكنه كاد أن يفعل.
10) في البيت العاشر :
وهنا قد ظهرت مجموعة من قطعان الحمار الوحشي على مسافة بعيدة منتظمة
الصفوف ويقودها زعيمها (ذكر الحمار الوحشي).
في البيت الحادي عشر :
حيث كانت الحمر عطشى فذهبت لترتوي الماء، فتسلل اليها الرجل بهدوء، وهو مثلها عطشان لكن إلى دمائها.
حيث كانت الحمر عطشى فذهبت لترتوي الماء، فتسلل اليها الرجل بهدوء، وهو مثلها عطشان لكن إلى دمائها.
11) في البيت الثاني عشر :
وانتظر حتى اكتفت من شرب الماء وقد خملت (تكاسلت) وأصبحت
بطيئة، فأرسل بعد ذلك سهمًا نحوها ( وهنا يتبين ذكاء الصياد الماهر الذي انتظر حتى
تشرب وتخمل ثم يصوب سهامه عليها، فلا تستطيع بعد ذلك الهروب لان حركتها تصبح بطيئة).
12) في البيت الثالث عشر :
فأصاب جحشة سمينة ممتلئة باللحم ومتطبقة بالشحم.
13) في البيت الرابع عشر:
14) وفي هذا البيت يعبر الشاعر
عن سرور الرجل بعدما أحضر لضيوفه الغداء، وأيضا سرور الضيوف من رؤية الدم يسيل من
الجحشة.
15) في البيت الخامس عشر :
وظل الابن والرجل مكرمين وقاموا بواجبهم نحو الضيف ولم يخسروا
شيئًا بل فازوا فوزًا عظيمًا.
16) في البيت السادس عشر :
وبات الأب والأم مسرورين بضيفهم.
هذا شرح للقصيدة وليس نثرها
ردحذف