الأحد، 15 فبراير 2015

• القصة، الأقصوصة، الرواية، الحكاية.. أنواع القصص، عناصر القصة

القصة عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليعطبها قيمة إنسانية، خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها، وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات، على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.

تعريف القصة
يعرفها بعض النقاد بأنها حكاية مصطنعة مكتوبة نثرًا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها. 
الأنواع القصصية: 
1.   الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجمًا.
2.   الحكاية: وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3.   القصة القصيرة: هي جنس أدبي وهو عبارة عن سرد حكائي نثري أقصر من الرواية، وتهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبًا ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود غالبًا لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة.
4.   الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5.   القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.
هل عرف الأدب العربي هذه الأنواع القصصية قديما؟ 
لعل أهم شكل أدبي عرفه العصر الحديث هو الرواية بأنواعها وأشكالها المختلفة من قصة وقصة قصيرة وأقصوصة، حتى أنها أصبحت تحتل المكانة المرموقة التي كان يحتلها الشعر في الأدب العربي القديم، فالرواية لم تفرض نفسها فقط بل غزت كل الحقول الإبداعية المعاصرة، إذ أصبحت الشكل الحاوي والجامع لكل أشكال الفكر المعروفة: من فلسفة ومأساة وملحمة، وعلم اجتماع، وسياسة واقتصاد، وعلم نفس، ورؤى فنية وأدبية. وهي تقدم كل ذلك في أسلوب ممتع لا يتطلب عناء تلك العلوم،.. بل إن الأدب العربي الحديث لم يزدهر وينهض مثلما ازدهر ونهض في الرواية. وما ازدهار تلك الرواية، وما تطورها إلا دليلاً على أنها ضاربة بجذورها وأصولها ومصادرها في الفكر العربي القديم، قدم هذه اللغة وقدم أهلها، فلقد عرف الفكر العربي، في مختلف محطاته، ألوانا قصصية مختلفة ومتنوعة ومتطورة. لكن مازالت بعض الدراسات العربية النقدية ترى أن الرواية العربية هي بالأساس أخذ واقتباس عن الرواية الغربية، بينما تؤكد البحوث في الرواية الغربية أن هذا الشكل من أشكال التعبير الفكري والأدبي، قد ظهر إلى الوجود، بصورة أو بأخرى منذ ألفي سنة.
أكاد أزعم أن الأمة العربية لا ينافسها غيرها فيما صاغت من قوالب للتعبير عن القص والإشعار به، فنحن الذين قلنا من غابر الدهر " يحكى أن... وزعموا أن.... وكان ياما كان.." إلى آخر هذه الفواتح التي يمهد بها القصاص العربي في مختلف العصور لما يسرد من أقاصيص، وفي هذا المجال يقول جوستاف لوبون: " أتيح لي في إحدى الليالي أن أشاهد جمعًا من الحمُالين والأجراء، يستمعون إلى إحدى القصص، وإني لأشك في أن يصيب أي قاص غربي مثل هذا النجاح، فالجمهور العربي ذو حيوية وتصور، يتمثل ما يسمعه كأنه يراه". 
لذلك إني لأومن، بأن فن القصة له جذور عربية أصيلة فلم يكن وافدًا إلينا كلية من الغرب دون وجود أية جذور عربية له في بيئتنا.. إننا سارعنا في الإنكار على الأدب العربي أن فيه قصة، وما كان ذلك الإنكار إلا لأننا وضعنا نصب أعيننا القصة الغربية، في صياغتها الخاصة بها، وإطارها المرسوم لها، ورجعنا نتخذها المقياس والميزان، وفتشنا في الأدب العربي عن وجود أمثال لهذا المقياس فلم نجد.. والحقيقة أن الأدب العربي فيه قصص ذو صبغة خاصة به، وإطار مرسوم له، وإننا لنشهد فيه ملامحنا وسماتنا واضحة جلية، فقد بدأت القصة العربية مع بداية الإنسان كما نشأت القصص الأسطورية مع الإنسان القديم.
عناصر القصة
أولاً: الموضوع 
يختار القاص موضوعه من:
1.   تجاربه. متناولاً النفس البشرية وسلوكها وأهوائها.
2.   تجارب الآخرين: متناولاً المجتمع بالنقد والتحليل. 
3.   ثقافته: متناولاً موضوعات فكرية وفلسفية. 
4.   من التاريخ: متناولاً نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية.
5.    من الوثائق. 
ثانيًا: الفكرة (فكرة القصة) 
هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة، وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر. 
ثالثًا: الحدث
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع. 
تصميمات عرض الحوادث 
تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية:
1.   النوع التقليدي: وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي. 
2.   الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية. 
3.   الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها. 
رابعًا: الحبكة
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها، والحبكة تأتي على نوعين هما:
1.   الحبكة المحكمة: وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
2.   الحبكة المفككة: وهنا يورد القاص أحداثا متعددة غير مترابطة برابط السببية، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد.
خامسًا: البيئتان الزمانية والمكانية 
البيئة المكانية: هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات. 
البيئة الزمانية: هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث. 
سادسًا: الشخصيات 
1.   شخصيات رئيسية: تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة.
2.   شخصيات ثانوية: دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور:
1.   شخصيات نامية: تتطور مع الأحداث.
2.   شخصيات ثابتة: لا يحدث في تكوينها أي تغيير، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير.
 الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
1.   الطريقة التحليلية: وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها.
2.   الطريقة التمثيلية: وفيها ينحّي القاص ذاته، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها. 
سابعًا: الأسلوب واللغة 
السرد: وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية. وله ثلاث طرق:
1.   الطريقة المباشرة: ويكون الكاتب فيها مؤرخًا.
2.   طريقة السرد الذاتي: وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم. 
3.   طريقة الوثائق: وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات. وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات. 
ثامنًا: الصراع 
هو التصادم بين إرادتين بشريتين 
نوعا الصراع:
1.   خارجي: بين الشخصيات. 
2.   داخلي: في الشخصية نفسها.
تاسعًا: العقدة والحل 
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل. 
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل؟ 
ليس من الضروري ذلك، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق