لم يكن للعرب قبل الإسلام نقود خاصة بهم، وكانت المعاملات التجارية تتمُّ بالنقود المتداولة سواء الذهبية البيزنطية، أوالفضية الفارسية.
تعامل الرسول (صلى الله عليه وسلم) بهذه النقود
فزوج عَليَّ بن أبي طالب من ابنته فاطمة على 480 درهمًا، وفرض
الزكاة بها فجعل في كل خمس أوقيات من الفضة خمسة دراهم، وجعل في كل عشرين دينارًا
نصف دينار.
كان الدينار الرومانى قطعة مستديرة من الذهب،
على وجهها صورة الإمبراطور البيزنطي هرقل، وعلى ظهرها نقش
لصليب، وكذلك كان شكل الفلس ولكن من النحاس.
وكانت الدراهم الساسانية قطعًا مستديرة من
الفضة على أحد وجهيها صورة كسرى، على رأسه التاج المجنَّح، وعلى الوجه
الثاني نقش لحارسين بينهما معبد النار.
كان الخليفة عمر بن الخطاب أول من ضرب الدراهم
الفارسية، بعد أن زاد فيها عبارة محمد رسـول الله ، وضرب الخليفة
عثمان الدراهم بعد أن زاد فيها عبارة الله أكبر. أما معاوية فقد ضرب الدراهم ونقش
عليها اسمه، وضرب الدنانيرالذهبية ونقش عليها صورته وهو متقلد سيفه ولم تمنع تلك
المحاولات من استمرارالتعامل بالنقود الرومية والفارسية إلى أن جاء الخليفة الأموي
عبدالملك بن مروان (عام 74هـ ) وبدأ تعريب السّكة. فاستبـدل الخليفة عبدالملك بن
مروان بصورة هرقل صورته هو.
ثم قام بضرب النقود الإسلامية الخالصة، التي
خلت من النقوش والرموز، فكان على وجه الدينار أو الدرهم عبارة «لا إله
إلا الله وحده لا شريك له» وعلى الوجه الآخر «قل هو الله أحد»، وفى المتحف
البريطاني بلندن فلس من النحاس نُقش عليه اسم الخليفة عبدالملك وصورته، وهو واقف وتحيط
برأسه كوفية، ويقبض بيده على سيفه، ويُعد هذا الفلس نقطة التحول إلى الفلوس
المعربة.
في الأندلس ضرب العرب أول دينار عام 98هـ
(717م)، يحمل وجهه كتابات عربية، ويحمل الظهر نقشًا لاتينيًا.
وفي عام 103هـ (720م)، ظهرت أول عُملة ذهبية
إسلامية خالصة وقد شهدت فترة حكم المرابطين في الأندلس، ازدهارًا في سك
النقود نتيجة التنافس بين ملوك المسلمين وملوك النصارى، لدرجة أن الملك ألفونس
الثامن أمر بضرب عُملات تحمل نقوشًا عربية على غرار عملة أمراء مرسية إعجابا بها!
تميزالدينار الموحدي بشكله المربع الذي أمر
بسكه المهدي محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحِّدية ، كما ابتدع الفاطميون
نوعًا من النقود الذهبية صغيرة الحجم خفيفة الوزن تسمى «خراريب» ومفردها «خرُّوبة»
(نسبة إلى: حبة الخرُّوب التى توزن بها) لتوزيعها على الشعب في المواسم والأعياد.
وكان زوال عصرالخلافة إيذانًا بظهور دول
مستقلة، حرصت كل منها على سك عملة بأسماء سلاطينها أو حكامها، ثم اندثرت هذه
العملات شيئًا فشيئًا لتحل محلها عملات ورقية، بالشكل الذي نعرفه اليوم.
حروب العملة
كان من نتائج ضرب الخليفة للدنانير التي تحمل
صورته أن حدث نزاع حاد بينه وبين الإمبراطور البيزنطي، الذي اعترض على
هذا الطراز من الدنانيرالإسلامية، وقام بفسخ المعاهدة المبرمة بين البيزنطيين
والعرب فى ذلك الوقت.
السِّكة
يُطلق على العُملات والنقود لفظ السكة ويقول
ابن خلدون: السكة هي الختم على الدنانير
والدراهم المتعامل بها بين الناس بطابع حديد، يُنقش فيها صور وكلمات مقلوبة، ويضرب بها على الدينار
والدرهم، فتخرج رسوم تلك النقوش عليها ظاهرة مستقيمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق