التعميم
أعدى أعداء الفن، خصوصا حين ندرك أن الفن تجسيم وتعيين، وأنه ينفذ من الخاص الذي
هو مجاله النوعي إلى العام الذي هو مجال القيم الجمعية.
هذا المبدأ العام ينطبق على أنواع الفن وأجناسه، وعلى
رأسها الشعر، فالشعر ينطوي على خاصية حسية بالضرورة ما ظلت مدركات الحس هي المادة
الخام التي يبني بها الشاعر تجاربه مثل كل فنان. ولكن هذه الخاصية الحسية لا تعني
المحاكاة الحرفية للإحساسات، فذلك مجرد نسخ يُفقد الشعر بل الفن طابعه التخيلي
الذي هو إعادة تأليف للمدركات وإعادة تشكيل للعالم بقصد اكتشاف العلاقات التي
ينطوي عليها.