مقدمة
لقد ترسخ لدى الكثيرين من النقاد والقراء المحدثين خاصة
أن الشعر مرآة تنعكس عليها أصداء ذات الشاعر، وترتسم فيها أحلامه وآماله ولا تنكيب
عبر القصيدة إلا العواطف والانفعالات، والمثال على ذلك أبو القاسم الشابي القائل
"شعري نفاثة صدري إن جشّ فيه شعوري" إلا أن هذا التصور على ما فيه من إيجابيات
يظل منقوصًا لأن حضور الذات لا يعني الغاء المحيط الاجتماعي الذي يتحرك فيه الشاعر.
فالشاعر نبي عليه أن يوظف فنه في نقد الواقع المعيش وتعرية مظاهر الفساد في كل
المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية كذلك. وعلى هذا الأساس كانت
نصوص ابي العلاء المعري التي رصدت مواطن الخلل وبؤر التحلل وووجهت سهام النقد
تجاهها.