ولد
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الثامن والعشرين من أبريل سنة 1937 لأسرة
فقيرة من أسر الفلاحين في قرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت.
يذكر
كتاب الملفات السريّة للحكّام العرب للكاتبة ساندرا مكي أنّ البيت الذي ترعرع فيه
صدام حسين كان مبنياً من الطوب اللبن والبوص، وقد مات والده قبل ولادته. بعد وفاة
والده تزوجت أمه من رجل أميّ يُدعى إبراهيم الحسن، الذي كان يعامل صدام بطريقة
سيئة للغاية.
يحكي
صدام حسين عن عائلته في روايته "رجال ومدينة" التي ارتكزت على سيرته
الذاتيّة، يقول إنّ والده حسين عبد المجيد يمتد بجذور أسرته إلى سيدنا الحسين،
وإنّه كان يعمل حارساً، وقد تزوج والدته صبحة.
يشير
صدام إلى أن والده توفي قبل ولادته بثلاثة أشهر، وأنّه قد أوصى صبحة بأن تسمي
المولود "صدام" إن كان ذكراً، وإن كان بنتاً ففاطمة.
معاناة
صدام من قسوة زوج الأم
عاش
صدام مع والدته التي تزوجت بعد رحيل أبيه من شخص رفض تعليمه، حتى لجأ صدام إلى
الهروب عندما كان في التاسعة من عمره إلى بغداد حيث منزل خاله خير الله طلفاح.
يروي
صدام سبب هروبه: "طرحت فكرة الدراسة على والدتي وكانت رغبتها أن أدرس ولكن
عندما طرحت الفكرة على زوج أمي رفضها من أساسها ولعن المدرسة ومن يدرس ولم يسمح
لوالدتي أو لي بأن نناقشه... واتخذت قراري النهائي من غير أن أبوح به حتى
لأمي".
يذكر
كتاب الملفات السريّة للحكّام العرب أنّه عقب هروب صدام دخل المدرسة للمرة الأولى
وأنهى الدراسة الثانوية في سن السادسة عشرة، ولأنّه كان طموحاً فقد سعى للالتحاق
بالسلك العسكري ولكن ضعف درجاته حال دون تقدمه إلى الكلية الحربيّة في بغداد.
تطييب
الجروح بالنار
الشجاعة
والقدرة على التحمل كانتا من صفاته منذ الطفولة. تعلّم الرماية والسباحة وركوب
الخيل. خلال أول محاولة سباحة بمفرده تعرّض لإصابة فتمّ تطبيب جرحِه عن طريق فتيل
من الصوف كان يوضع على النار وعندما يلتهب يطفأ على مكان الجرح.
صدام
حسين قال: مع الألم الذي أحسست به لم أتضجر أو أتأوه فهل يجرؤ أحد على التأوه من
هذا؟ وهل يرضى صدام أن يوصف بالضعف أو الجبن؟"
أجمعت
الروايات المختلفة على أنّ صدام عاش طفولة قاسيّة حتى إن لم يذكر ذلك بلسانه، وهو
ما أثر في شخصيته عند الكبر.
يقول
صلاح عمر العلي ابن تكريت الذي كان مبعوثاً للعراق لدى الأمم المتحدة خلال حوار له
مع جريدة الحياة، إنّ حياة صدام كانت قاسية ويعتبر القوة الضمانة الوحيدة. فهو ولد
في قرية تتميز طباع أهلها بالشراسة، وكان قد شعر باكراً أنه مهدد وأنّ عليه أن
يكون عنيفاً ليحمي نفسه. وهو ما أكده أيضاً كتاب صدام نهوضاً ونكوساً لشكيب
عقراوي، إذ قال إنّ طفولته كانت من أقسى أيام حياته، فقد عاش طفولة معذبة وأياماً
قاسية ساهمت في ظهور شخصيته الدمويّة، بحسب وصفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق