حليب الإبل سائل أبيض يميل إلى اللون الأصفر أحيانا حسب
نوعية الغذاء، مذاقه بين الحلاوة والملوحة طعمه لذيذ ورائحته طيبة وخاصة عندما ترعى
النوق النباتات العطرية.
حليب الإبل متجانس في كل أجزائه "في أعلى وأسفل ووسط
الحليب" حيث تتماسك كل ذرة بروتين مع فرة دهن الشحنة كهرومغناطيسية لذلك فهو أكثر
فائدة للإنسان من جميع أنواع الحليب الأخرى، ويحتوي على مواد كيمائية حافظة بشكل طبيعي
تقلل من نمو البكتيريا وتكاثرها لذلك فهو لا يتعرض للتلف والفساد بسرعة كغيره من أنواع
الحليب بل يبقى لفترة أطول، وحجم كريات الدهن "حبيبات" داخل الحليب صغيرة
جدا وغشاؤها سميك وبذلك لا يتجمع دهن الإبل فوق سطح الحليب بشكل طبقة من الدهن
"القشدة" كما هو الحال في أنواع الحليب الأخرى، ويتميز حليب الإبل بأن نسبة
الماء ونسبة الدهن فيه غير ثابتين فهما تتغيران كلما ارتفعت درجة حرارة الجو وزاد عطش
الناقة، فنسبة الماء تزداد من "87 % إلى 91%" بينما نسبة الدهن تتناقص من
"4.33% إلى 1.4%". وهذه الميزة مهمة جدا في الصحراء للإنسان وللمواليد الصغيرة.
وحليب الإبل غذاء كامل للإنسان يحبه الكبار والصغار. وقد قيل إن بعض رعاة الإبل يعيشون
أياما بل شهورا على شرب حليب الإبل فقط ومع ذلك لا يشعرون بالحاجة إلى الماء ولا لأنواع
الطعام الأخرى كالخضار والفواكه. وتراهم دائما بصحة جيدة وحيوية ونشاط.
مكونات الحليب
1
- المكونات الأساسية : يحتوي حليب الإبل على
"87%" ماء، "4.33%" دهنا، "4.2%" بروتينا،
"4.21%" سكر لاكتوز وتختلف هذه النسب حسب نوعية الغذاء ودرجة حرارة الجو
والعمر.
المكونات الثانوية:
يحتوي
حليب الإبل على:
أ
- المعادن مثل " الصوديوم، الكلور، الكالسيوم، الفوسفور، البوتاسيوم، المغنيسيوم ".
ب
- العناصر النادرة مثل: " الحديد، النحاس، المنجنيز، الزئبق، الكبريت، الألمونيوم،
المليبيديوم، اليود ... إلخ ".
ج
- الفيتامينات مثل " ج - أ - د - ب1 - ب2 - ب6 - ب12- فيتامين ه.. إلخ".
د
- الأنزيمات الهضمية المختلفة.
فوائد الحليب
حليب
الإبل غذاء كامل للإنسان : وهو بالنسبة لسكان الصحراء بمنزلة الماء والغذاء في آن واحد.
ولهذا فإن أصحاب الإبل في البادية يحرصون كل الحرص على أن يكون الحليب متوفرا للعائلة
على مدار السنة ومهما كانت الظروف. ومن أهم فوائد الحليب نذكر أنه:
1) يساعد على نمو العظام عند الأطفال : إن نسبة
كبيرة من رجال البدو الذين شربوا حليب الإبل في صغرهم لفترة طويلة تكون أجسامهم ضخمة،
وقاماتهم طويلة وعضلاتهم قوية، وذكاؤهم ملحوظا . وشجاعتهم مميزة.
2) يساعد على تقوية عضلة القلب : حليب الإبل يقوي
عضلات الجسم عامة وعضلة القلب خاصة ويؤكد ذلك أن نسبة الوفيات بمرض القلب بين أصحاب
الإبل قليلة.
3) يساعد على زيادة نسبة الإخصاب : يذكر أن حليب
الإبل مفيد جدا في تنشيط الناحية الجنسية عند الإنسان ويزيد نسبة الإخصاب. ويعتقد كثير
من القبائل بهذا. ولذا فإنهم يشربون حليب الإبل في الأسابيع القليلة التي تسبق الزواج
وقد فكر ذلك في أكثر من مرجع.
4) يساعد في معالجة مرض السكري : إن سكر اللاكتوز
الموجود في حليب الإبل هو سكر أحادي بسيط غير معقد. وهو أقل حلاوة من أنواع السكريات
الأخرى المعروفة، حيث تقدر حلاوته بسدس حلاوة سكر القصب وسكر العنب ولهذا فإنه لا يتعب
غدة البنكرياس. ويؤكد ذلك أن رعاة الإبل بشكل خاص وأصحاب الإبل بشكل عام لا يصابون
بمرض السكري إلا نادرا جدا.
5) يساعد على حماية اللثة وتقوية الأسنان: نظرا
لاحتواء حليب الإبل على نسبة عالية من فيتامين "ج" والتي تقدر بحوالي
"5 و 7" ميكروغرام / ليتر في بداية الموسم وتزداد النسبة مع تقدم موسم الحلابة
حتى تصل إلى أعلى نسبة لها في نهاية موسم الحلابة . هذه النسبة العالية من فيتامين
"ج" والتي تعادل ثلاثة أمثال النسبة في حليب الأبقار تحمي اللثة والغشاء
المخاطي للفم حيث إن فيتامين "ج" يساعد على تنشيط الكريات الدموية البيضاء
وبالتالي يزيد من مقاومة الجسم وخاصة الأغشية المخاطية ضد الأمراض. ووجود الكالسيوم بنسبة عالية في حليب
الإبل إلى جانب نسبة عالية من فيتامين "ج" يقوي الأسنان. وقد ذكر أن المضمضة
بحليب الناقة البكر تقوي اللثة والأسنان.
6) يساعد على تطهير الأمعاء وتنظيفها : إن وجود
سكر اللاكتوز في حليب الإبل وكذلك وجود الإنزيمات يساعد كثيرا في تطهير الأمعاء من
التخمرات والتعفنات. وبالتالي يمنع حدوث انتانات معوية. وقد ذكر أن البدو في الصحراء
لا يتعرضون إلى أعراض هضمية رغم أنهم يشربون حليب الإبل في الصباح والظهيرة والمساء.
7) يساعد في عملية بناء وترميم خلايا الجسم المختلفة
: إن وجود أكثر من "14" حمضا أمينيا في بروتين الإبل بنسب عالية تساعد كثيرا
في عملية نمو الإنسان أولا كما تساعد على ترميم خلايا الجسم التالفة ومن أهم هذه الأحماض
الأمينية نذكر "حمض الإسبارتك ، حمض المثيونين، حمض اللايسين، حمض الأرجنين، حمض
الليوسين .. إلخ".
8) يحافظ على الصحة العامة للإنسان : من ميزات
الدهن في حليب الإبل أنه سهل الهضم، لأنه يحتوي على أكثر من ثمانية أنواع من الأحماض
الدهنية الضرورية جدا لصحة الإنسان نذكر منها : "حمض الستريك - حمض الأوليك -
حمض اللوريك - حمض اللينوليك... إلخ".
9) فوائد طبية أخرى مختلفة : ورد في بعض المراجع
القديمة نقلا عن أصحاب الإبل ورعاتها أن عددا من الأمراض المزمنة مثل : "اليرقان
- الربو - الاستسقاء - البواسير- ضيق التنفس.. إلخ" تم معالجتها بحليب الإبل بطريقة
لم تذكر في تلك المراجع ، ويؤكدون أن المرضى تحسنت حالتهم الصحية بتلك المعالجة
ونقول
: قد يكون لهذه المعلومات نصيب من الصحة لأنها نتيجة تجارب متكررة في أكثر من موقع
. وعليه لا مانع من توجيه الدراسات والأبحاث إلى العمل في الموضوع بعد أن ثبت علميا
أن حليب الإبل يحتوي على إنزيمات خاصة فعالة ضد الأمراض.
طاقة إنتاجية
الطاقة
الإنتاجية الطبيعية للناقة عالية لما وهبها الله من ضرع كبير وجهاز هضمي واسع وشهية
كبيرة في تناول الغذاء مع القدرة على الرعي لمسافات طويلة معظم ساعات النهار. وتتميز
الناقة بطول موسم إنتاج الحليب بعد الولادة فهو بحدود "18" شهرا عادة ولكن
بعض الإبل تستمر في الحلابة إلى "24" شهرا ونادرا "31" شهرا.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق