مهارات الأطفال
الأمومة والأبوة مهمتان رائعتان وتحملان مسؤولية عظيمة ترتبط في الأساس بتنمية مهارات أطفالهم، كلٌ حسب عمره؛ فإذا كان الطفل عمره شهر ونصف الشهر ويبتسم؛ فهذه علامة على صحته وسلامته الاجتماعية.
والطفل الذي يبلغ عشرة أشهر ويشير بكفه وداعاً، أو فتى بعمر الخامسة يدرك جيداً دوره المتناوب في الألعاب المدرسية ويلتزم به، يحمل علامات الصحة والمهارة الاجتماعية والعاطفية.
فما هي أنواع مهارات الأطفال حسب العمر؟ وما هي العوامل المؤثرة فيها؟ وما هو دور الآباء في تنميتها؟
مفهوم مهارات الأطفال
· مهارات الأطفال من أبرز الصور العملية للتنمية، وهي مرحلة حتمية يمر بها كل طفل؛ إذ تبدأ بتعلم الطفل بالجلوس، ثم المشي وبدء التحدث والقفز والركض، وتعلم ربط الأحذية، ثم تمتد وتنمو المهارات فيشب بها الطفل، وربما رسمت مستقبله. وهناك الكثير من المهارات الأخرى التي تُتَابع تدريجياً، وتشير إلى صحة الطفل وسلامة قدراته، وفقاً لسنوات عمره.
أنواع المهارات
الكلام وتنمية اللغة:
· وهي إحدى أنواع مهارات الأطفال المهمة التي تعبر عن مدى قدرة الطفل على فهم اللغة واستخدامها، مثل طفل يبلغ السنة الأولى من عمره ويتفوه كلماته الأولى، أو آخر قد بلغ عامين يُسمى أجزاءً من جسده باسمها وينطقها، وذي الأعوام الخمسة الذي يفرق بين المفرد والجمع؛ فيشير إلى يديه ويقول «أيدي» بدلاً من «يد»، والطفلة التي تستطيع أن تعبر عن مشاعرها بالكلمات والجمل المعبرة الواضحة.
المهارات العقلية:
· يصب الآباء جُل اهتمامهم ليجعلوا من مهارات أطفالهم مثاليةً وفعالةً للغاية؛ لذلك فإن التركيز على المهارات العقلية وتطويرها في المراحل الأولى من العمر، سيجعل الطفل قادراً على استيعاب ما يجري حوله، ومنها تحفيز الثقة بالنفس والقدرة على التحمل ، والتأقلم مع الظروف الراهنة ، بالتعامل معها؛ ما يجعل من الطفل شخصية مصقولة معتمدة على ذاتها، بجانب تعزيز القدرة على حل المشكلات لديه دون استشارة الآخرين قدر الإمكان.
مهارة التطور المعرفي:
· وتتمثل في قدرة الطفل على التعلم وحل المسائل؛ فعلى سبيل المثال يتضمن هذا الأمر طفلاً يبلغ من العمر شهرين فإن إدراكه وقدراته المعرفية ستكون مقتصرة على استكشاف البيئة حوله باليدين عن طريق اللمس والإحساس، وبالعينين عن طريق النظر. بينما الطفل ذو السنوات الخمس؛ فإن قدراته المعرفية أكبر من ذلك، فهو بإمكانه أن يتعلم كيفية حل بعض المسائل البسيطة في الرياضة. والمهارات لا ترتبط بعمر؛ فهي تنمو وتكبر وتتعدد وفقاً لعمر الطفل.
المهارات الحركية والجمالية:
· وهي أيضاً واحدة من مهارات الأطفال، وتتمثل في مدى قدرة الطفل على استخدام عضلاته الكبيرة، فعلى سبيل المثال، الطفل البالغ من العمر ستة أشهر يتعلم كيفية الجلوس باشتراط وجود الدعم له، والطفل ذو العام الواحد يتعلم كيف يقف على الأرض دون أن يقع، بينما الطفل الذي يبلغ من العمر خمس سنوات فإن مهاراته الحركية الإجمالية تسمح له بممارسة مهارات أكثر تطوراً ممن هم أصغر منه سناً؛ فيمارس مهارة القفز والركض بسهولة.
عوامل مؤثرة في مهارات الأطفال
1. الجينات: هي الصفات الوراثية التي تُنقل إلى الأطفال من الوالدين، فيولدوا حاملين للجينات الخاصة بهم، وهي أحد العوامل المؤثرة في عملية نمو الطفل وتنمية مهاراته، وتلعب هذه الجينات دوراً مهماً في الصفات التي سيتمتع بها الطفل؛ إذ تحدد الجينات إمكاناتهم وقدراتهم في المستقبل القريب والبعيد.
2. البيئة: وهي العامل الثاني المؤثر في مهارات الأطفال، ويتمثل دور البيئة الحساس في كونها محل تجارب الأطفال ، من البيت إلى المدرسة إلى بيئة المجتمع الخارجي بشكل عام، ومدى احتكاكهم بها وتأثيرها فيهم.
3. يمكن للبيئة أن تمثل الجانب السيئ أو الحسن في حياة الطفل ، وبالتالي تؤثر في معالمه وتطوره؛ فمثلاً الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لا يصلون إلى معدل الذكاء المحتمل لهم، وذلك بسبب تأثير البيئة السيئ في نمو عقلهم.
4. كما تؤدي الهرمونات أو الغدد التي تفرز هذه الهرمونات دوراً بالغ الأهمية في تحفيز مهارات الأطفال من عدمه؛ إذ تعمل الغدد على إطلاق هرمونات في مجرى الدم، لتمنح كل جزء من أجزاء الجسم القدرة على أداء الوظائف الموكولة إليه.
5. الخبرة: وهي إشارة لمدى تأقلم الطفل واندماجه في المجتمع المحيط به، فإذا كانت البيئة ثقافية؛ فإن ذلك حتماً سيسهم في تقوية المهارات الإنمائية للطفل.
6. الغذاء والتغذية، الحصول على تغذية متوازنة ومثالية أمر بالغ الأهمية في النمو والبقاء أيضاً، وكلما ازداد نمو الأجزاء؛ كانت قادرةً على ممارسة المهام وتحسين المستوى في مختلف الأنشطة.
دور الوالدين في تنمية مهارات الأطفال
1. بعض الآباء يعتبرون شراء الألعاب والآلات الموسيقية والألعاب الإلكترونية يكفي لتحفيز مهارات الطفل، ولكنهم يتغافلون عن دورهم الداعم الذي يستمر لسنوات المراهقة وما بعدها.
2. ضرورة منح الطفل الكثير من الحب والاهتمام، فعناق الطفل والاستماع إليه والتحدث معه؛ يعزز من صحته النفسية والعقلية ويوسع مداركه وينمي مهاراته.
3. ولا بُدَّ من ممارسة بعض الأنشطة اليومية، والحفاظ على طرق التعامل السوية مع الطفل لتنشيط نمو دماغه بطريقة سليمة.
4. والتفاعل مع الطفل من خلال ممارسة بعض الأنشطة معاً؛ مثل الغناء واللعب والأكل والقراءة، تجعل الطفل يشعر بمكانته المميزة وأهميته لدى والديه.
5. وبهذه الطريقة أيضاً من المشاركة، سيعلم الوالدان الكثير عن اهتمامات ومهارات أطفالهم في كل مرحلة نمو جديدة.
6. كما أكدت بعض الأبحاث أن الأطفال الذين يُقْرِؤُهم آباؤهم تتكون لديهم مفردات وكلمات أكبر من غيرهم من الأطفال، كما توسع للطفل مداركه ورؤاه .
7. ضرورة وضع القواعد المتسقة التي سيسير عليها الطفل، مثل السلوكيات الصحيحة التي تود أن يتحلى بها الطفل، والأخرى التي لا تريد من طفلك أن يواصل القيام بها.
8. وجوب تحديد وقت مشاهدة التلفاز والفيديو للأطفال، بما لا يزيد على ساعتين يوميا، ويجب ألا يغفل الوالدان عن طلب المساعدة عندما يحتاجونها إذا واجهتهم مشكلة في التعامل مع الطفل.
9. واستشارة المتخصصين وذوي الخبرة بشئون الأطفال لمساعدتهم على التعامل بطريقة سليمة معهم، ودعم مهاراتهم بطريقة صحيحة.
إقرأ أيضاً:
كيف تتعاملين مع سلوك طفلك العنيف
أنشطة كي يستمتع الأطفال بالعطلة دون نوادٍ
علاج سوء سلوك الطفل بالمنزل أو بالمدرسة
أفكار لتسلية الأطفال في العطلة الصيفية
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق