التعليم عن بعد
عَطَّلَت جائحة كورونا تعليم 95% من طلاب العالم، ما يضعها في المركز الأول على قائمة الكوارث التي عطلت التعليم تاريخيًا.
بينما يقترب موسم المدارس مع انتشار متحور ديلتا، نجد الآباء يتساءلون عن كون التعليم الوجاهي فكرة سليمة أم لا.
حتى نتمكن من الإجابة عن تساؤلات الآباء، ينبغي لنا النظر إلى الأبحاث المستجدة حول الآثار النفسية والتعليمية لكل من التعليم الوجاهي والإلكتروني.
الآثار النفسية والجسدية
تشير الأبحاث بوضوح إلى الآثار السلبية الناتجة عن التعليم الإلكتروني -أو نصف الإلكتروني- في الصحة الاجتماعية والنفسية والعاطفية والجسدية للأطفال والآباء.
وفقًا لبحث أجراه مركز السيطرة على الأوبئة والوقاية CDC، ضمن استبيان خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من عام 2020 ما يزيد عن 1500 ولي أمر لأطفال تراوحت أعمارهم بين 5 و12 سنة. أبلغ آباء الطلاب الذين يحضرون الحصص إلكترونيًا عن صحة نفسية وعاطفية متدنية، وأوقات أقل في النوم وممارسة الرياضة ولقاء الأصدقاء سواء افتراضيًا أم وجاهيًا، وعلاوةً على ذلك، كانوا أكثر عرضة لفقدان عملهم لصعوبة إيجاد من يرعى أطفالهم.
بناءً على ذلك، نجد أن التعليم الوجاهي قد يكون أساسيًا للحفاظ على الاستقرار المادي والصحي لعائلات كثيرة.
بالإضافة إلى التعليم، تقدم المدارس خدمات كثيرة للعائلات، تشمل الدعم الاجتماعي والنفسي، ووجبات بأسعار مخفضة أو مجانية، والنشاط الرياضي، ما قد يفاقم الأعباء التي يتكبدها الآباء الذين لا يملكون الموارد والمهارات المتاحة في المدارس وموظفيها.
الآثار في التحصيل العلمي
وجدت دراسة هولندية ضخمة شملت 15% من مدارس هولندا الابتدائية، تراجعًا في الدرجات العامة للطلاب في مواد الرياضيات والقراءة والإملاء بعد تطبيق التعليم الإلكتروني.
تراجع ترتيب كل طالب بمعدل 3 درجات بين كل مئة طالب عندما قارن الباحثون درجات عام 2020 بدرجات الأعوام الثلاثة الي سبقتها. من الجدير بالذكر أن التأثير الأشد كان من نصيب أطفال العائلات ذات المستوى التعليمي الأقل، إذ انخفضت استفادتهم بنسبة تصل إلى 60%
تشير النتائج إلى شُح التعليم وتراجع المهارات الأكاديمية، وفوق كل ذلك، يرى الباحثون أن التجربة الهولندية أفضل من غيرها بكثير، لأن المدارس لم تُغلق أكثر من 8 أسابيع، إضافةً إلى أن الإنترنت متاح للجميع بسرعة عالية؛ إذ تنال المدارس تمويلًا جيدًا من الدولة، ما يعني أن الدول الأخرى كالولايات المتحدة تعاني نتائج أكثر كارثيةً، لأن إغلاق المدارس امتد طويلًا، والتكنولوجيا ليست متاحةً بالقدر الكافي.
الآثار طويلة الأمد
يصعب التنبؤ بالآثار طويلة الأمد، مع ذلك، فقد توقع البنك العالمي فقدان ما يقارب 4 أشهر إلى ما يزيد عن السنة من القيمة التعليمية للمدارس والجامعات، وفقدان ما يتراوح بين 6680 دولارًا و32397 دولارًا -بمعايير اليوم- من المدخول النقدي خلال حياة كل طالب.
كيف نقرر الأفضل لأبنائنا؟
مع أن الأبحاث تشير إلى أن عودة التعليم الوجاهي ترتبط بنتائج أكاديمية وصحة نفسية وجسدية أفضل، ينبغي لكل عائلة اختيار ما يناسبها بناءً على ظروفها. تختار بعض العائلات التعليم الإلكتروني ويجب تأييد اختيارها.
لكن كيف للعائلة التي اختارت التعليم الوجاهي أن تتعامل مع مخاوف طفلها من العودة إلى المدرسة؟
قد تساعد الأساليب التالية على ذلك:
راجع مخططات المدرسة للتخفيف عن الطلبة واصنع من ذلك كتيبًا مليئًا بالصور أو الرسومات لتشرحه لطفلك، واستخدم الكلمات والصور لتعلم طفلك استخدام الكمامة وغسل اليدين وأوقات تطبيق ذلك.
تحدث مع طفلك عن مشاعره حيال العام الدراسي القادم، وتذكر أن مشاعر الطفل قد تكون معقدة، فقد يشعر بكل من الحماس والرهبة في نفس الوقت، وتذكر أيضًا أن مشاعر طفلك قد تختلف عن مشاعرك.
وضح لطفلك مشاعرك أنت تجاه العودة للمدارس والأساليب التي تستخدمها لتتعامل مع مشاعرك، مثلًا: «أشعر ببعض القلق حيال عودتك للمدرسة لأني اعتدت وجودك هنا بقربي. عندما أشعر بالتوتر، سأتنفس بعمق وأذكر نفسي بكل شيء تفعله المدرسة لتبقيك في أمان».
عرّف طفلك أن قلقه أمر عادي مشروع، وشجعه على مواجهة مخاوفه. مثلًا: «أعلم أنك قلق من ذلك، ولكني أعلم أيضًا أنك شجاع جدًا وتستطيع مواجهة ذلك والتغلب عليه».
ابدأ تدريجيًا بالانخراط بالأنشطة التي قد تسبب التوتر لك ولطفلك قبل العودة للمدرسة. علم طفلك استعمال أساليب التعامل مع القلق للتعامل مع ما قد يسبب له التوتر من هذه الأنشطة. جرب مثلًا اللعب مع طفلك خارج المنزل في أوقات محددة محافظين فيها على التباعد الاجتماعي.
قرر الأسلوب الأنسب لإطلاق طفلك إلى المدرسة، وتحدث عن الخطة أو اكتبها. كن هادئًا ومرتاحًا لأن طفلك سيستشعر اطمئنانك ويتبناه.
زُر المدرسة عدة مرات قبل اليوم الأول، تحدث مع المعلمين أو الأطفال الآخرين إن أمكن.
لا تتردد في التحدث مع مختص إذا واجهت أنت أو طفلك صعوبة في المرحلة الانتقالية، فالأمر صعب وربما سابق من نوعه، ويحتاج فيه الكثير من الآباء والأطفال إلى الدعم.
المصدر للجزء التالي
أما فيما يخص طلاب الجامعات، فبناء قرارهم يعتمد على معايير مختلفة بعض الشيء، فقد أصبح التعليم عن بعد أمرًا سهلًا نتيجة تقدم التكنولوجيا، إذ تقدم الجامعات اليوم مختلف الدرجات العلمية لجميع المستويات الأكاديمية عبر التعليم عن بعد. ومن المتوقع أن الكثير من الطلبة قد قرروا حضور دروسهم عن بعد للحد من انتشار وباء كورونا.
صحيح أن للتعليم الإلكتروني منافع لا يمكن تجاهلها، مع ذلك قد لا يكون هو الخيار الأنسب للجميع، فكما أسلفنا، يحقق الكثير من الطلاب نتائج أفضل في التعليم الوجاهي داخل حرم الجامعة، الذي يقدم الكثير من الخدمات.
للحصول على أقصى منفعة ممكنة من تجربتك الجامعية، يجب اختيار النمط التعليمي الأنسب لحالتك.
لنساعدك على اختيار القرار الصائب، جمعنا إيجابيات التعليم الجامعي الوجاهي وسلبياته وقارنناها بالتعليم الجامعي الإلكتروني.
المصدر:1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
الشخص النرجسي: كيفية التعامل مع الشخص النرجسي
لماذا يجب أن تدع طفلك يفشل أحياناً
الشخص المغرور... كيفية التعامل مع شخص مغرور
الخجل... كيفية التغلب على الخجل
ترتيب الحياة: كيفية إعادة ترتيب حياتك من جديد
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق