القاتل النظيف
يبدو أن المتنبي لم يكن مستعجلاً لإنهاء سيرته قبل عشر سنوات على الأقل من واقعة فاتك الأسدي. وفاتك هذا القاتل الذي كانت له فائدة (سردية) يتمتع بها القاتلون في السير، فهم ينهونها بأكثر النهايات قيمة، وينهون حياة الشاعر في الوقت المناسب.
ويبدو، أيضاً،
أنه كان قاتلاً
ومتخصصاً في شعر
المتنبي، أو ناقداً
مسلحاً. ودعوني أسرد
ما قاله حاضرو
الواقعة عن المتنبي،
الذي خارت قواه
المعنوية، فأراد الفرار،
فذكره فاتك، كما
افترض، بأنه القائل: إنه
معروف يعرفه الليل
والخيل والرمح والقرطاس
والقلم والبيداء، فعاد
المتنبي إلى الموت
ثانية.
لم يكن فاتك يريد أن
يقول للمتنبي إنك شجاع وإنني أحترم شجاعتك، ففاتك لم يكن يحمل أي حب للمتنبي، ولم
يكن قاتلاً نبيلاً أو فارساً، فهو قاطع طريق وسارق، أي إنه واحد من أسوأ القتلة
الذين سأتحدث عنهم في هذه المقالة. ولكنه، كما أفترض، كان يحترم مهنته ويدرك
أهميته في سياق حياة المتنبي وسيرته. ولذلك نبه المتنبي إلى الخدمة الكبيرة التي
تنتظرها منهما السيرة، وهي خدمة تفوق خدمته الشعرية والثقافية التي وصلت إلى
نهايتها بعد أن فقد أهم ممدوحيه، سيف الدولة الحمداني. وقد فهم المتنبي الرسالة
وسلّم نفسه لفاتك كي يؤدي عمله حتى نهايته.
في
حالة أسبق زمنياً حمل طَرَفة بن العبد، وهو شاعر جاهلي، رسالة موته بيده من عمرو
بن هند صاحب الحيرة إلى عامله على البحرين وعمان، المكعبر، وسلمها إلى الأخير الذي
فتحها وقرأها لينفذ ما جاء فيها، وليس لصحبة الطريق وضعت الحكاية مع طرفة شاعراً
آخر مغموراً كان يسير معه. وقد حصل على نفس رسالته، فقرأها في منتصف الطريق فمزقها
وانصرف، بعد أن أخبر طرفة عن مضمونها وحذّره من أن في رسالته ما في الرسالة التي
مزّق. ولكن طرفة أصر على أن يوصل الرسالة. إن طرفة يحترم دور القاتل في السيرة،
وأتخيل أنه لم يفاجأ أبداً عندما أبلغه المُرسَل إليه مضمون رسالة الملك، وربما
دار بينهما الحوار الآتي:
الرجل:
إنه يأمرني بقتلك.
طرفة:
وما المشكلة؟
الرجل
مُستغرِباً: حقا... تقول لا مشكلة!
طرفة:
نعم... أقول لا مشكلة.
الرجل:
بطريقة بشعة يريدني أن أقتلك، بطريقة بشعة.
طرفة:
أيّا يكن ألستم ستروون هذه النهاية؟
الرجل
(لم ينتبه إلى مضمون السؤال): بلى... سنفعل.
طرفة:
إذن... لا مشكلة.
طرفة
كان مستعجلاً أكثر من المتنبي، فقد مات شاباً.
قتَلة فخورون
بأنفسهم.
عندما
أسأل عن الجانب الآخر، أو المنفذين، أو القتلة، فهؤلاء في الغالب مُعرَّفون. ولسبب
ما كان تاريخ السير في الأدب العربي لا ينسى أن يذكرهم.
المتنبي
قتله فاتك الأسدي، وطرفة قتله المكعبر، وامرؤ القيس قتله قيصر. وهؤلاء قتلة يفخرون
بأنفسهم كثيراً، وهم مسرورون حتى وإن كانوا قياصرة أو ملوكاً أو خلفاء، لتقاسمهم
الشهرة مع الشعراء الكبار الذين قتلوهم، وقبل ذلك لدورهم السردي المهم في سير
أولئك الشعراء.
قيصر
قتل امرؤ القيس بحلة مسمومة لبسها فتساقط جلده، وفي ذلك ما فيه من المعاني، أن
يلبس المتنبي حلة قيصر فذلك تشريف كبير له سيجعل العرب يخشونه ويهابونه لعلاقته
بقيصر.
في
المقابل أراد القيصر أن يعكس الرسالة فتكون لمصلحته فيخوّف العرب من أي محاولة
للاعتداء عليه عسكرياً أو معنوياً، فكان امرؤ القيس قد غازل نساءه بشعره، على حد
وشاية شاعر منافس.
أن
يلبس امرؤ القيس الحلة إشارة إلى أنه كان يتمنى أن يستمتع بالحياة والملك، ويعيش
فترة أطول، والذي حصل أن رغبته تلك كانت سبباً في موته المبكر. وبالمثل قلب قيصر
الرسالة، فهو يريد أن يقول إن حب الحياة قد يكون خير مدخل للقضاء على إنسان.
وبالفعل كان بكاء الشاعر من الموت كبيرا. فقد رثى نفسه إلى درجة بدا معها شيخاً
عجوزاً يئن من أوجاع المرض، ولكنه في الواقع كان يعاني من ألم الموت البطيء. وهو
ما قاله في شعر له، واعذروني لأني أعمد إلى ثني هيبة الشعر وتكسيره انتصاراً
للسرد: «فلو كان موتا مباشراً وسريعاً لكان أفضل بكثير ولكنه موت بطيء».
وهنا
تتراجع قيمة قاتلي المتنبي وطرفة، إنهم مجرد أغبياء وأدوات لتنفيذ الغاية السردية،
بينما واجه امرؤ القيس قاتلاً ذكياً (ولكنه لم يكن قاتلاً نظيفاً) استغل النوايا
المتواضعة للشاعر. في هذه الحالة جاء الموت أقرب إلى صورة الموت الحضاري، أو
النزاع الحضاري بين قوتين الأولى عظمى، والثانية ساذجة وبدائية.
وشاية تُهلك
بشار بن برد
من
القاتلين المعروفين في تاريخ الشعراء الكبار الخليفة المهدي، الذي قتل بشار بن برد
بعد وشاية يعقوب بن داوود القائلة: إن الشاعر يهجو الخليفة بالقول: «إن الخلافة
ضاعت، وإن على القوم أن يلتمسوا الخليفة بين الزق والعود»، وإنها كلمات يصعب على
الواشي أن يعيدها على مسمع الخليفة، لذا يكتبها له ويعطيها إياه كي يقرأها، وعندما
يفعل الخليفة يكاد ينشق غيظاً، كما تقول السيرة التي تعنى بالتفاصيل الصغيرة،
ويقرر الانحدار إلى البصرة، في الظاهر من أجل النظر في أمورها، وفي الباطن همّه
قتل بشار، فلما بلغ البطيحة (أرض واسعة بين البصرة وواسط) سمع أذاناً في وقت ضحى
النهار، فقال: انظروا ما هذا الأذان؟ فإذا بشار يؤذن، سكران. فقال يا زنديق! عجبت
أن يكون هذا غيرك. أتلهو بالأذان في غير وقت صلاة، وأنت سكران؟! ثم دعا بابن نهيك
فأمره بضربه بالسوط فضربه بين يديه سبعين سوطاً أتلفه فيها.
في
حالة بشار بن برد كان القاتل أخطر، وكان فعله مسوغاً أكثر، فهو ولي الأمر ومالك دم
المسلمين، وغيرهم، وهو الذي يستطيع أن يقرر الذنب ويصدر العقاب من دون محاكمة من
أي نوع، سواء أكانت صورية أم حقيقية. أفي الغرف المغلقة أم أمام عدسات الكاميرات
وعلى مسمع ومشهد الشعب؟ وليس أمام بشار غير القبول. ولن يتجادل مع الخليفة حول
الجريمة أو العقاب. وكل ما دار هو الكلام الآتي، الذي لم يكن الخليفة طرفاً فيه:
بشار
(يوجعه لسع السوط): حس.
بعضهم: انظر إلى زندقته يا أمير المؤمنين... يقول حس،
ولا يقول بسم الله الرحمن الرحيم!
بشار:
ويلك، أطعام هو فأسمّي عليه؟
آخر:
أفلا قلت الحمد لله...
بشار:
أو نعمة هي حتى أحمد الله عليها؟!
لم
يكن أمام بشار إلا أن يرد الاتهام له بالزندقة بهذا الشكل البسيط الساخر، ودون
الخوض في ما هو أعمق من ذلك، فليس الضرب بالطعام، إنه إتلاف للجسد وألم يعقبه
الموت، وليس هو بنعمة أبداً، فلماذا ذكر اسم الله أو حمده؟!
المهدي
الذي كان يشرف على موت بشار بنفسه كان صامتاً يسمع هذا وهؤلاء، وبالتأكيد فقد كان
مرتاحاً، شاعراً أنه نفذ واجبه السردي في سياق سيرة الشاعر. إنه يمهد الطريق لفاتك
الأسدي، ذلك القاتل الصغير المختص، ربما، بالمتنبي أو المشهور به الذي أوقعته
الصدفة (السردية) في طريق المتنبي، وفي طريق الذكر الخالد كلما جاء ذكر المتنبي.
وضاح اليمن
وحكاية الصندوق
كان
أول أمر المهدي مع بشار أنه منعه من النسيب (التغزل بالنساء) لغيرة كانت في نفسه،
كما يقول الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني. وربما لأنه سمع عما وقع لخليفة أموي، هو
الوليد بن عبد الملك بن مروان، مع وضاح اليمن الذي عشقته أم البنين زوج الخليفة،
وكانت ترسل إليه، فيدخل عليها فيقيم عندها، فإذا خافت آوته في صندوق عندها وأقفلت
عليه، والصندوق عادة يرتبط بالأشياء الحميمة والمحبوبة كالرسائل أو النقود أو
الذهب أو المجوهرات، وفي ذهن الخليفة أن الصندوق لمجوهرات زوجته، وأنها تضعه عندها
لعشقها المجوهرات.
ولذا ما إن يُهدى إليه
جوهر له قيمة، فيستحسنه، حتى يفكر في أن يرسله إلى صندوق أم البنين بيد خادمه،
ويقول له: قل لها إن هذا الجوهر أعجبني فآثرتك به.
ولأن
كل كلمة في الخبر تعني شيئاً ما، فلابد من أن نجد تبريراً لهذه العبارة الأخيرة.
أما كان يستطيع الخليفة الانتظار إلى أن يفرغ من عمله فيذهب إلى حجرة زوجه ويسألها
عن رأيها في الجوهر؟! وعما إذا كان أعجبها؟! وفي تلك اللحظة يقول: لقد أعجبني
فآثرتك به. ولماذا يعطي الخادم فرصة أن يستعير لسان الخليفة فيُحمِّل العبارة ما
قد يُحمَّل. وقد يُظهر للمرأة غرضاً في نفسه، فإن رفضت قال إنه كلام الخليفة، وإن
لم تفعل ذهب في الغزل والمطالب خطوة أخرى أبعد. هل كان الخليفة الوليد حسن النية
إلى هذه الدرجة, يأخذ الخادم جوهر الخليفة ولسانه ويدخل على امرأته فجأة من دون
إنذار أو استئذان، مُستغِلاً هامش الحرية الذي منحه إياه الخليفة? سيدخل فجأة على
المرأة ويقدم لها الخاتم، ويرقق صوته بما أوصاه به الخليفة من عبارات، من غير أن
يقول، مقدماً، إنها عبارات الخليفة. ولكن الخادم يُفاجَأ بما لم يكن يتوقع، إذ يجد
عندها الشاعر وضاح اليمن، وعند ذاك تُدخل أم البنين وضاح الصندوق، صندوق الثمائن،
وهو يرى. ولما يفسد تخطيطه الأول يفكر في الحصول على جزء من الجوهر ثقة منه بأن
المرأة ستعطيه إياه خوفاً على سرها منه قائلاً: يا مولاتي هبيني حجراً منه، فتقول
هي له: لا... يا ابن اللخناء. ولا كرامة. فيرجع إلى الخليفة ويخبره بأمر وضاح
والصندوق، لتظهر حكمة الخليفة. فهو يأمر أولاً، بقتل الخادم، ويذهب مسرعاً إلى أم
البنين فيجدها جالسة تمشط، وحين يدير بصره في الغرفة تعثر عيناه على الصندوق
فيتجه، ولكن لا إلى فتحه كما تتوقع أم البنين، وإنما للجلوس عليه، ويدور بينهما
الحوار الآتي:
الخليفة:
ما سبب حبك لهذا البيت من بين بيوتك الأخرى؟
أم
البنين: أختاره لأنه يجمع حوائجي فأتناولها بسهولة لقربها مني.
الخليفة:
وما كل هذه الصناديق؟
أم
البنين: هدايا مولاي كثيرة.
الخليفة:
أفتهبين لي واحداً منها؟
أم
البنين: أفعل.. اختر ما تريد.
الخليفة:
أريد هذا الذي هو تحتي.
أم
البنين: خذ غيره، فإن لي فيه أشياء أحتاج إليها.
الخليفة:
ما أريد غيره.
أم
البنين: خذه يا أمير المؤمنين.
تقول
النصوص: ينهض الخليفة ويأمر بأن يحمل الصندوق إلى مجلسه، ثم يأمر عبيده بأن يحفروا
بئراً عميقة. ثم قال للصندوق: يا هذا... إنه قد بلغنا شيء إن كان حقا فقد كفناك
ودفناك ودفنا ذكرك وقطعنا أثرك إلى آخر الدهر. وإن كان باطلاً فإنا دفنا الخشب،
وما أهون ذلك. ثم قذف به إلى البئر وهيل عليه التراب وسويت الأرض وجلس الوليد
عليه. ولأن احتمال أن يكون وضاح قد فرّ بمساعدة أم البنين قبل وصول الخليفة يظل
قائماً، فإن راوي الخبر، وبطريقة ما، وربما لما يعرف في القص بـ«العدالة الروائية»
يميل إلى أن يكون الشاعر قد نال عقابه على جرأته على الخليفة فيرجح أنه ذهب مع
الصندوق قائلا: «ثم ما رئي بعد ذلك اليوم لوضاح من أثر في الدنيا إلى هذا اليوم».
وقبل أن أذكر عبارة
الراوي الأخيرة، وهي تتويج لقاتل من نوع آخر مختلف أقرب إلى القاتل النظيف، الذي
وضعته عنواناً للمقالة، لا بد من التساؤل عن عبارات الوليد الأخيرة للصندوق، وقد
لا يثير الاستغراب أن يتوجه الخليفة في لحظة عصيبة كهذه إلى الحديث مع صندوق. وهو
أمر يعطي الخبر مسحة درامية تجعله أقرب إلى روح الأدب، فحتى أكثر الشخصيات قوة تمر
بلحظات ضعف وانكسار وقلق تجعلها تقف وحيدة تحاور نفسها أو البحر أو السماء أو
الصخور، ليشعر القارئ أنه أمام كائن بشري، بشري مهما أوتي من تفوق، وأن عليه أن
يتعاطف معه. وبالتالي، بطريقة من الطرق مع مصيره، فما هي، أي الذات القارئة قياساً
بخليفة حكيم ونبيل؟
وأتساءل أيضاً: لماذا لم
يحاول الشاعر، وقد سمع الخليفة يخاطبه عبر الصندوق، أن يرد عليه ويضرب جدار تابوته
في محاولة للنجاة وللفرار أو للانتقام من الخليفة بفضحه؟ سأستبعد أن الخليفة كان
يحدِّث نفسه، ومن دون كلام، وأن الراوي فقط هو من سمع ذلك، لأنه راوٍ عليم، مع أنه
أمر ممكن جداً ومعقول في سياق الحكاية، فالخليفة رأى بحكمته أنه ليس من مصلحته أن
يشهر مثل هذه الفضيحة. ولذا بدأ بقتل المصدر, أي الخادم، ثم حين ذهب إلى أم البنين
لم يحدّثها عن الأمر وإنما طلب منها الصندوق فقط. وبعد ذلك أمر بحفر البئر وأمر
بوضع الصندوق فيها وردمها من دون كلمة واحدة، حتى أن وضاحاً نفسه -ربما - لم يسمع غير
جلبة ظنها لخدم أم البنين. ولذا لم يفكر في الصراخ أو الطرق على الصندوق.
ولكن يحتمل أيضاً أن
وضاحاً أدرك ما يجري، وفهم أن الخليفة يفعل ما يفعل لعشقه زوجته، فهو يخشى عليها
من تحقق ما سمع. ولذا فضّل أن يعيش في بلبلة الشك على أن تتضح له الحقيقة ويرى ما
في داخل الصندوق. بالطبع قد يكون الصندوق فارغاً وقد يسعد الخليفة بزوال شكوكه،
ولكن أن يكون مسكوناً بعاشق غيره لامرأته مهما تكن نسبة صحته، فهو أمر قد يحطم
الخليفة أو يحوّله إلى شهريار. ولأن وضاحاً يقدّر المرأة - هكذا سأتخيل، لأنه كما
في رواية أخرى، كان قد جاءها لتتوسط له في زيارة محبوبته المصابة بالجذام
والمعزولة في أماكن خاصة بناها الخليفة للمجذومين - فقد آثر أن يصمت وأن يقبل
بمصيره باعتباره في نهاية الأمر لا يخلو من فائدة سردية.
أشرت
إلى أن الخليفة كان قاتلاً مختلفاً هذه المرة عن القتلة السابقين، وخاصة عن قاتل
خليفة أيضا، سيأتي بعده وسيتولى أمر بشار بن برد، فهو:
1. حكيم لا يقوده نزقه إلى مدينة أخرى من أجل
أن يقتل بنفسه شاعراً هجاه كما المهدي، ولا تحركه نوايا خبيثة كما فعل قيصر، ولم
يقبل بالمصادفة السردية كما فعل فاتك وكما فعل المكعبر. وإنما تصرف بذكاء مع نهاية
الشاعر ومن دون تصريح، مع أنه كان في موقف يصعب التخطيط والتدبير فيه.
2. ناكر للذات، فهو عاشق يحب امرأته، ويفضل
أن يعيش عذاب الشك على فقدان حبيبته إلى الأبد، وهو ما يأتي في نهاية الخبر، التي
تقول: «وما رأت أم البنين لذلك أثراً في وجه الوليد حتى فرَّق الموت بينهما»، أي
إنه وخلافاً للباقين يُعلي من حبه للآخرين على حبه لنفسه.
3. قاتل نظيف يدير عملية القتل بصمت وبأوامر
مقتضبة جدا، ويطلب المقتول كهدية، ثم يقدم للمقتول سبب قتله بطريقة إنسانية، وكأنه
يعتذر منه، وهو في كل ذلك لا يعذِّب جثة، ولا يريق دما، بل هو يترك وراءه احتمال
أنه لم يكن قاتلاً أبداً، وإنما هو تأويل الراوي الذي لا يدري، على الرغم من أنه
يعلم بحقيقة وقوع القتل، فيقيس على انقطاع آثار وضاح بعد الحادثة، وقد يكون الرجل
فرّ من عقاب الخليفة وتخفى عامداً، خوفاً من بطشه. وعلى المستوى السردي هو يترك السيرة
مفتوحة، وهذا يجعلها أكثر ثراء وأكثر إثارة للقارئ. وهي إضافة خلت منها النهايات
السابقة التي حكم فيها القاتل على ضحيته بالنهاية المحددة الوحيدة، ومن دون تفكير.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
فوائد وسائل التواصل
الاجتماعي لطفلك
ما أسباب وعلامات
سعينا بالوصول إلى الكمال
لماذا يحب الأطفال
اللعب بأدوات المطبخ
القراءة قبل النوم
تُحفّز مهارات الطفل وتُنمّيها
كيف تجعلين طفلك جذاباً
ولطيفاً
إرشادات لكسب الحوار
مع المراهق إلى صفّك
لماذا يبكي الطفل في
وجود الغرباء
للمزيد
معالجة المشكلات
السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق