احرص على سمعتك
أثناء حرب الممالك الثلاث في الصين بين سنتي 208 و 265 ميلادية أرسل الجنرال شيوكو ليانج - قائد جيوش مملكة شو ـ قواته إلى منطقة نائية بينما بقي هو في مدينة صغيرة مع قليل من الجنود...
وفجأة
جاءه الحراس بنبأ اقتراب قوة معادية قوامها 150 ألف جندي من المشاة بقيادة سيمايي.
كان الوضع حرجا ويائسا فلم يكن مع ليانج سوى مائة جندي لحمايته، وبدت الهزيمة
حتمية، وسقوط هذا القائد العظيم أسيرا في يد العدو أمرا لا مناص منه.
لم
يهدر ليانج وقته في التحسر على حاله أو التأمل في المعجزات، بل أمر مشاته بخفض
راياتهم للاستسلام، وفتح أبواب المدينة والاختباء. جلس ليانج فوق أبرز مكان بأسوار
المدينة مرتديا معطفا طاويا وأشعل البخور وبدأ في العزف على العود والإنشاد. بعدها
بدقائق لاح جيش العدو في الأفق كحشود لا تنتهي من الجنود. تظاهر ليانج بعدم
الاكتراث واستمر في الإنشاد والعزف على العود. توقف الجيش أمام أبواب المدينة
يقودهم سيمايي فتعرف بسرعة على غريمه فوق الأسوار. رغم ذلك ورغم رغبة الجنود في
دخول المدينة الخالية من الحماية تردد سيمايي وأوقفهم وتأمل ليانج الجالس على
الأسوار ثم أمر جنوده بالتقهقر فورا وبسرعة.
التعليق
: كان شيوكو ليانج معروفا باسم «التنين النائم»، وكانت إنجازاته في حرب الممالك
الثلاث أسطورية. مرة جاء إليه ضابط كبير من جيش الأعداء يدعي تمرده على قادته
عارضا العون والمعلومات لليانج والذي فهم بسرعة أنها مكيدة وأن هذا الضابط كاذب في
إدعائه التمرد ويجب قطع رأسه. في اللحظة الأخيرة وقبل أن تقع الفأس على عنق الرجل
أوقف ليانج الإعدام وعرض أن يبقي على حياة الرجل بشرط أن يصبح عميلا مزدوجا. وافق
الضابط شاكرا ومرتعبا وبدأ في إعطاء معلومات كاذبة للعدو مانحا ليانج انتصارا بعد
آخر.
في
مرة أخرى سرق ليانج خاتما عسكريا وزيف وثائق تأمر كتائب العدو بالتحرك لمناطق
بعيدة، وبمجرد ابتعادها أسر ثلاث مدن وتحكم بممر كامل يقود إلى مملكة العدو، مرة
ثالثة جعل أعداءه يعتقدون أن أفضل جنرال لديهم خائن مما أجبر الرجل على الهرب
والالتحاق بجيش ليانج.
بحرص استطاع التنين النائم تكوين سمعته كأمهر رجل في الصين، وأصبح معروفا أن في جعبته دائما حيلة يخفيها، وكانت هذه السمعة وحدها سلاح يضاهي قوة أي سلاح آخر يبث الرعب في قلوب أعدائه. حارب سيما يي ضد شيوكو ليانج مرات عديدة وعرف الرجل جيدا، وتحيّر حين أتي فوجد المدينة خالية بينما ليانج يتعبد وينشد على الجدار. كان رداء الطاويين والبخور والإنشاد جزءا من مباراة للترهيب، فكان يبدو الأمر جليا لسيما يي أن الرجل يستدرجه للتقدم نحو فخ، كان الأمر واضحا لدرجة أنه مر بالفعل بخاطر سيما يي أن ليانج بالفعل وحده ويائس لكن خوفه منعه من التقدم لاكتشاف الأمر. تلك هي قوة السمعة فهي قد تضع جيشا بكامله في موقف دفاع بل وتجبرهم على التقهقر دون إطلاق سهم واحد.
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
نصائح
لدعم الصحة النفسية للأطفال
إيجابيات
وسلبيات تعلّم الأطفال للغة العربية على الإنترنت
شروظ
وإرشادات لتعليم اللغة العربية للأطفال عن بُعد
طرق
تساعدك على تعليم طفلك الصبر
لماذا
لا يحب بعض الأطفال دروس اللغة العربية
للمزيد
معالجة المشكلات
السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق