الحروق هي تقرحات تصيب أنسجة الجلد نتيجة التعرض للنار أو المواد المشتعلة أو المواد الكيميائية أو الكهربائية
أو الأشعة. وعادة
تطلق كلمة الحروق على ما نتج عن حرارة
جافة مثل التعرض للهب أو لمس معدن ساخن، أما السموط، فتطلق على ما
نتج عن حرارة رطبة مثل البخار أو السوائل الساخنة.
وتؤدي الحروق إلى مخاطر ومضاعفات كثيرة
خاصة الصدمة العصبية نتيجة
الآلام الشديدة المصاحبة للحروق،
والصدمة الوعائية نتيجة لفقدان السوائل من المناطق المحترقة من الجسم،
والاختناق نتيجة الحرق المباشر للمجاري التنفسية، وتوقف القلب المباشر
نتيجة الحرق بالصعق الكهربي، فضلًا عن
التلوث البكتيري الناتج عن مهاجمة الميكروبات لجلد
الشخص المحروق.. إلخ.
وتحدث الحروق بمعدلات تختلف باختلاف
أسلوب حياة المجتمع ودرجة اهتمامه بالوقاية منها، وتشير
الإحصاءات إلى أن حوادث الحروق تحتل المركز الثاني بعد حوادث الطرق، كما تشير إلى
أن 40 في المائة من الحروق المنزلية تحدث في المطبخ وذلك لأهمية المطبخ في
حياة الناس، في حين يمثل التدخين بكل أنواعه السبب الرئيسي في 40 في المائة من الحروق، بينما نسبة الـ20 في المائة الباقية من
الحروق المنزلية يكون
سببها الكهرباء وغيرها.
الوصايا العشرون للوقاية من الحروق
تعتبر إصابات الحروق أشد وقعًا وإيلامًا
بالنسبة للمصاب أو لوالديه من أية إصابة أخرى
تضاهيها شدة.
والحروق والسموط الخطيرة قد تودي بحياة
المصاب، وحتى لو لم تفعل فإنها تُحمّل المصاب أسابيع
من العذاب والمرض وربما سنوات من الجراحات التجميلية، وتحمل الوالدين أيضًا
شعورًا كبيرًا بالذنب، وذلك لأن هذه الحوادث يمكن تجنبها أكثر بكثير من معظم الحوادث الأخرى.
وهذه أهم الوصايا والقواعد الأساسية
الواجب اتباعها للوقاية من حوادث الحروق وأخطارها:
أولاً: المطبخ
1) يجب على ربة المنزل تجنب ارتداء الملابس
النايلون لسرعة اشتعالها
فضلًا عن سهولة التصاق النايلون المحترق
بالجسم، كما ينبغي تجنب ارتداء الملابس كثيرة الأطراف عند
الوقوف أمام المواقد. ويفضل استخدام قفازات اليدين أثناء الطهي، وعند رفع الأواني من فوق النار أو من الأفران.
2) لابد من إبعاد الأطفال عن المطبخ، وخاصة
أثناء عمل ربة المنزل به
لمنع حدوث حروق من القدور الساخنة أو
الزيت الساخن. ويمكن استخدام حاجز خشبي خفيف أمام المطبخ لمنع
الأطفال من دخول المطبخ أو من الصعود على السلم أو دخول الحمام.
3) يشكل موقد البوتاجاز خطرًا حقيقيًا خاصة
على الأطفال، ولا عجب فإن
أسوأ حوادث المطبخ وأكثرها تكرارًا هي
تلك التي تحدث عندما يحاول طفل أن يمسك بمقبض غلاية ويسكب
محتوياتها الساخنة على نفسه. لذا يجب استعمال رؤوس الأشغال الخلفية للموقد كلما أمكن، وإبعاد مقابض الغلايات إلى الخلف بحيث لا
تبرز من فوق
الحافة.
4) يجب التحقق من درجة سخونة فرن البوتاجاز
من الخارج عند رفع حرارته
للشواء، فالفرن الرديء العزل قد يصل إلى
درجة من السخونة تسبب إصابة الطفل بالحرق إذا وقع عليه أو حتى
إذا لامسه.
5) لا يجب وضع أي شيء لافت للنظر مثل
المرآة أو الساعة أو بعض اللعب فوق الموقد، فقد تغري
هذه الأشياء الطفل الصغير بمحاولة التسلق إليها.
6) يتعين التأكد من إغلاق أنابيب
البوتاجاز، أو مفاتيح الغاز الطبيعي بعد كل استعمال حتى
لا يتسرب الغاز إذا قام أحد الأطفال خلسة بفتح المفاتيح، ويجب وضع أنابيب الغاز خارج المطبخ في مكان مفتوح مثل الحديقة أو
شرفة المنزل وهو أنسب
الأماكن، ويجب التأكد من أنها سليمة ولا
عيوب فيها وبعيدة عن أماكن لعب الأطفال، كذلك يجب أن تكون
الوصلات التي تحمل الغاز سليمة لا تسرب شيئًا.
7) إذا لاحظت الأم وجود تسرب بعض الغاز،
فلا يجب إشعال الكبريت أو
الولاعة لمعرفة مصدر التسرب، فقد يؤدي
ذلك إلى انفجار مروع. كذلك يجب ألا يفتح النور الكهربي داخل
المطبخ، فقد يؤدي ذلك إلى تولد شرارة كهربية تؤدي إلى انفجار هائل (ولهذا السبب لا
ينصح بوضع جرس الباب داخل المطبخ لأنه يولد شرارة كهربائية).
وأسلم طريقة لمعرفة مصدر تسرب الغاز هي
استعمال إسفنجة مبللة بالصابون تمسح بها على وصلات
الأنابيب فنلاحظ وجود فقاقيع تظهر في المكان المطلوب، عندها يجب الاتصال بالشركة التابع لها هذا الغاز كي تصلح أي خلل.
ثانيًا: الأدوات الكهربائية ومصادر الكهرباء
1) عند استعمال أجهزة كهربائية كثيرة (مثل
أجهزة التكييف أو الثلاجات
أو المكواة أو الغسالة أو التلفزيون...إلخ)
يجب مراجعة شركة الكهرباء وحساب قوة تحمل مصدر الكهرباء،
فالحمل الزائد قد يؤدي إلى نشوب حريق بالمنزل. كما يجب رفع هذه الأجهزة الكهربائية في مستوى أعلى عن الأطفال، والتأكد من أنها
سليمة الأسلاك،
خالية من العيوب، ويجب قطع التيار
الكهربي عن هذه الأجهزة بعد الانتهاء من استخدامها.
2) يجب الكشف الدوري على لوحة التوصيلات
الكهربائية (التابلوه) بواسطة الفني المتخصص لاكتشاف أي عطل أو تلف مسبقًا. ويجب عدم
القيام بأي أعمال
صيانة كهربائية دون خبرة كافية تجنبًا
للإصابة القاتلة بالتيار الكهربي.
3) يتعين استخدام السلك الثالث (الأرضي)
الموجود بمعظم الأجهزة
الكهربائية لتسريب أي كهرباء زائدة إلى
الأرض. ويجب تغطية مقابس الكهرباء السفلية والقريبة من أيدي
الأطفال بشريط لاصق أو غطاء واق.
ثالثًا: التدفئة والمواد القابلة للاشتعال
1) يجب عدم وضع مواد قابلة للاشتعال في
المطبخ أو الحمام، وخاصة في
متناول أيدي الأطفال (مثل البنزين
والكيروسين.. إلخ).
2) ينبغي تجنب التدفئة بواسطة الفحم وما
شابه ذلك، وخاصة في الأماكن
المغلقة حتى لا يحدث الاختناق بواسطة
غاز أول أكسيد الكربون. ويجب عدم وضع الدفايات التي تبعث الحرارة
بواسطة تسخين الأسلاك على الأرض في الغرفة، حيث يمكن أن تصل إليها يد أحد الأطفال
مما يؤدي إلى احتراق أصابعه، كذلك يجب عدم وضع هذه الدفايات مشتعلة بالقرب من
الستائر أو الملابس أو ما شابه ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى احتراق هذه المواد فيتصاعد الدخان الذي بدوره يؤدي إلى الاختناق قبل أن
تشتعل الغرفة.
3) يجب الحذر من الثقاب والسجائر
والولاعات، حيث إن اللهب الصغير المفاجئ وحلقات
الدخان غير المتوقعة يعتبران مدهشين وجذّابين بالنسبة للأطفال الصغار والرضع بحيث يتكون لديهم حافز حقيقي يغريهم للعبث بهذه
الأشياء إذا تركت
بجانبهم. وعلى المدخن أن يضبط نفسه بعدم
حمل طفل أو مداعبته أثناء حمل سيجارة مشتعلة فقد تحرق وجه
الطفل أو يديه من دون أن يشعر.
رابعًا: وصايا عامة
1) لا يجب ترك الطفل الصغير وحده في غرفة
فيها أي نوع من اللهب من
دون مراقبة. كما أنه يجب عدم تركه أيضًا
يستخدم بمفرده الحمام، ويجب مراقبة دوش الحمام فالماء الذي
لا يكون ساخنًا إلى درجة «تسمط» أو تحرق اليدين، قد يكون حارًا بالنسبة لجسم الطفل الحسّاس، كما أن الطفل الذي يحاول تخفيض
حرارة الماء وهو مغمض
العينين ووجهه مغطى برغوة الصابون، قد
يخطئ ويزيد الماء الحار بدلًا من الماء البارد.
2) يجب عدم ترك الأطفال حتى الكبار منهم
يحملون الشموع المضاءة فمعظم الشموع غير آمنة،
فإذا وضعت الشمعة في فوهة قنينة، فهناك احتمال كبير بسقوطها، أو قد يتقطر الشمع الساخن على يده مما يجعله يسقطها.
3) يجب إبعاد الثقاب (الكبريت) والولاعات
والمكواة الساخنة عن
الأطفال. ويجب عدم ترك المكواة ساخنة
بجوار الأطفال، وفي كل الأحوال يجب إبعاد الأطفال عن كل مادة
أو سائل حار.
4) من الأهمية بمكان أن يكون في كل منزل
على الأقل طفاية حريق واحدة
صالحة للاستعمال، وتدريب أهل المنزل على
استعمالها.
خامسًا: عند حدوث حريق.. ماذا تفعل؟
1) عند حدوث حريق بالمنزل أو العمارة يجب
القيام بعمل الآتي:
ü
لا تفقد أعصابك فالذعر هو العدو الأول.
ü
اصرخ لتحذير الآخرين واستدعاء الجيران للمساعدة.
ü
أبلغ المطافئ وشرطة النجدة.
ü
أبعد الأطفال والمرضى ثم بقية أفراد الأسرة من مكان الحريق.
ü
استخدام أبواب النجاة والسلالم وتجنب استعمال المصاعد الكهربية لاحتمال تعطلها.
ü
يجب فتح الأبواب بحذر شديد بعد أن تجس حرارة سطح الباب تجنبًا
لموجة من اللهب والهواء الساخن.
2) لعبور منطقة الحريق، وفي الأماكن التي
بها دخان، تجنب الجري
والهلع، وإنما سر ورأسك منحنٍ قرب الأرض.
لأن الدخان يصعد إلى أعلى ويكون الهواء أكثر نقاء قرب الأرض،
أما في حالة استعمال أجهزة الإطفاء فإن الهواء يكون أنقى وأنت واقف. ويمكن وضع قطعة قماش مبللة على فمك وأنفك لمنع الهواء
شديد السخونة من دخول
الممرات الهوائية. ويكون من الأفضل - بالطبع
- لو استطعت الحصول على بطانية مبللة لتغطي بها جسمك.
ü
إذا اشتعلت النار بملابسك فلا تحاول الجري من المكان لأن ذلك
يزيد اللهب. وإنما استلق على الأرض وقم بتغطية جسمك بسجادة أو
بطانية، واضرب النيران
بيدك أو بفوطة، ويكون من الأفضل لو
استطعت نزع الملابس وأنت راقد على الأرض.
3) في حالة الحروق الكهربائية:
ü
يتم فصل الكهرباء أولاً.
ü
لا يجب إطفاؤها بالماء إلا
بعد فصل التيار الكهربائي.
ü
الحرائق الصغيرة المسببة بالورق أو الخشب أو الملابس يمكن
إطفاؤها بسكب الماء، أما تلك المسببة بالكهرباء أو الزيوت أو مشتقات
البترول فاحذر من سكب
الماء عليها. وإنما يجب إطفاؤها بالرمال
أو السوائل الرغوية الموجودة بأسطوانات الحريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق