مشكلة صحية غالبًا غير معروفة من غالبية
الناس ومن عدد كبير
من الأطباء، تصيب تقريبًا 10 في المائة
من السكان وذلك بسبب ما تحمله الحياة في المدن من توتر دائم
وفي طائفة من الأعراض التي باتت منتشرة بشكل لافت للنظر وخاصة حين ترتبط بتعب الجهاز العصبي والإعياء الناجم عن التوتر.
فالإحساس المزعج والمؤلم
أحيانًا، يكون على شكل تنميل ونخزات أو
حرق أو تقلصات والشعور بالإثارة على مستوى الرجلين أو الساقين،
ونادرًا على مستوى الذراعين إلى درجة أن لحظات الاستلقاء تتحول لدى المصاب إلى مجرد شعور طاغٍ بالألم في الرجلين، وكأن تيارًا
كهربائيًا يلسع
المصاب في فترات متفاوتة مما يؤدي إلى
إرباك مراحل نومه العميق.
لا تظهر هذه الإصابة للعيان في أثناء السير
أو بذل المجهود الجسدي أو
العقلي، بل تنحصر فقط أثناء فترات
الراحة وفي ساعات الليل من دون النهار إلا ما ندر وذلك بوضعية الجلوس
أو الاستلقاء وخصوصًا أثناء النوم وتحدث بشكل متقطع أو وقت قصير، إذ توقظ الشخص
من أحلى نومه.
وهذه الحركات تحصل بشكل دوري، إذ تعصف
بالساقين من ثانية إلى 5 ثوانٍ ثم تهدأ، ثم تبدأ من
جديد كل 30 ثانية، وهذه الحركات التي تحصل ليلاً تحدث لحظات من الاستيقاظ غالبًا مزعجة للشريك «الزوج أو الزوجة» مسببة الأرق
مما ينتج عن ذلك
إفساد نوعية الحياة لهؤلاء المصابين بها.
التشخيص
يخضع المريض للفحص الطبي ويستجوبه الطبيب بشكل دقيق ومنذ
الوهلة الأولى قد يخمن الطبيب إصابة عصب محيطي ويعمل على إجراء فحص تخطيط كهربائي للعضلات (Electromyograme) ولاستبعاد
مرض عصبي قد يكون مصاحبًا
لمتلازمة إرهاق الساقين والأرجل. وعند
الأشخاص الذين يستيقظون ليلاً على إثر حركات غير طبيعية، يمكن ألا
نفرق بين متلازمة إرهاق الأرجل واضطرابات انقطاع التنفس أثناء النوم، ولهذا نعمد إلى إجراء فحص البوليسمنوغرافيك (Polysomnographique) وهو عبارة عن أقطاب كهربائية (Electrodes) توضع على الأطراف السفلية لمعرفة ما إذا كانت هذه الحركات غير الطبيعية نتيجة متلازمة إرهاق الأرجل، أو مشتركة
مع ظاهرة انقطاع
التنفس أثناء النوم.
الأسباب
لاتزال
هذه المتلازمة غامضة الأسباب، إلا أن بعض الأطباء
يعزونها إلى عطب وظيفي يصيب الأجهزة المتخصصة بإفراز هرمون الدوبامين وهو مرسل
عصبي متخصص بإحالة المعلومات إلى الخلايا العصبية، وربط الإرسال فيما بينها، ومن هنا تأتي أهمية رفع تركيز هذا الهرمون في جسم
المصاب اعتمادًا على
مادة مركبة معادلة لتأثيراته تدعى «L-Dopa»، وإن هذه الاضطرابات الحاصلة ليست من أصل دوراني لها علاقة باضطراب عمل الدوبامين التي لها دور في
بعض حركاتنا، ولها
علاقة أيضًا بنقص الحديد في الدماغ
وبصورة خاصة في النواة الرمادية المركزية. وهناك عوامل جينية قد تلعب
دورًا في ذلك.
وحديثًا اكتشف تأثير بعض الأدوية
العصبية واليثيوم، وحاصرات يبتا، وقد تكون بعض الأعراض
مشتركة مع بعض الأمراض مثل داء باركينسون، وقد تأتي هذه الإصابة على أثر ذبحة صدرية أو جلطة، والتي تتم معالجتها بأدوية تخفض
كثيرًا من الطاقة
العصبية للعضلات.
العلاج
تستعمل
في بداية هذه المشكلة الجرابات الضامة، وممارسة
الرياضة الخفيفة وتناول غذاء غني بالحديد مع إضافة بعض الأدوية فيما إذا كان هناك نقص في معالجة بعض الأعراض، أو في حالات
حدوث أعراض تشنجية أو
اختلاجية وذلك باستعمال مركبات Clonazepam أو Gabapentine، وفي حالات أخرى نستعمل مضادات الألم مثل مشتقات Dextroproxyphene أو
الـ Paracetamole
Codeine ودائمًا بعيارات متدرجة.
في الحالات الشديدة
إعطاء
المريض أدوية منشطة وأخرى
تحتوي على هرمون الدوبامين: مادة مركبة
معادلة لتأثيراته Ropinirole والتي استعملت بنجاح مثير للتخلص من
إرهاق الرجلين والساقين بنسبة 70% لمساعدة المصاب على الاستمتاع بنوم عميق
لاستعادة عافيته.
د. نزار
الناصر
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق