إن استعمال الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية الرقمية يسبب آلاما حادة وخطرة
لدى المستخدمين مثل آلام العنق والإبهام الناجمة عن كثرة كتابة الرسائل القصيرة،
أو بسبب الجلوس لساعات طويلة دون حركة.
وقد اظهر استطلاع خاص بمنظمة يو غوف واجري على 2034 راشدا في بريطانيا ، أن 44
% منهم يستخدمون هواتفهم لأهداف أخرى غير المكالمة لمدة تتراوح بين نصف ساعة
وساعتين يوميًا، سواء لإرسال الرسائل القصيرة او لتصفح الإنترنت او للتواصل
الاجتماعي.
وحول ذلك قالت سامي مارغو من الاتحاد البريطاني للمعالجين الفيزيائيين إن
أجسامنا لا تعمل أساسا بهذه الطريقة، مشددة بشكل خاص على المفاتيح الصغيرة جدا
التي تدفعنا إلى إجهاد أصابعنا.
وتضيف (اضطر أحد المرضى إلى التوقف بسبب الآلام ولجأ إلى برنامج يتعرف إلى
الأصوات).
وبالإضافة إلى مشكلة المفاتيح، تدفع الشاشة المستخدم إلى الجلوس في وضعيات
سيئة. يقول تيم هتشفول إن (متوسط وزن الرأس يتراوح بين 4,5 و5,5 كيلوغرامات، وفي
الوضعية المثالية التي تشكل فيها الأذن والكتف والورك والركبة والكاحل خطًا
مستقيما، يتوزع وزن الرأس على كافة أجزاء الجسم ولكن عند النظر إلى الشاشة، يكون
الرأس منحنيا إلى الأمام أكثر من اللازم ونشعر بوزنه أكثر بأربعة أضعاف من العادة،
على ما يشرح هتشفول).
وينتشر استعمال الأجهزة اللوحية الرقمية وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية
كالنار في الهشيم. ويقول 18% من المستخدمين إنهم يستعملونها لمدة تتراوح بين
ساعتين وأربع ساعات يوميًا، إلى جانب الكمبيوتر الذي بات أداة العمل الأكثر شيوعًا
في أيامنا هذه.
وتعالج إيمانويل ريفوال وهي اختصاصية في تجبير العظام في باريس عددًا متزايدًا
من المرضى الذين يعانون آلامًا مبرحة لأنهم يمضون أكثر من خمس ساعات يوميًا أمام
الشاشة.
وتقول إيمانويل ريفوال (بالنسبة إلي، تقارب النظر هو المشكلة الكبرى).
فالهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية الرقمية والكمبيوتر تؤدي إلى إجهاد عضلات
العين. والمشكلة هي أن العضل الذي يتحرك باستمرار يدفع العضلات الأخرى إلى مساعدته
كعضلات الفك والعنق والكتفين ومع تحرك العضلات تباعا، قد يعاني المريض من وخز في
الأصابع والتهاب الأوتار وآلام في العنق والظهر).
وتبين الإحصائيات أن الاضطرابات العضلية والعظمية أصبحت المسبب الأول للأمراض
المهنية في فرنسا وقد أدت إلى ضياع 9,7 ملايين يوم عمل سنة 2010. وفي بريطانيا،
يعاني موظف من أصل خمسين من هذه الاضطرابات.
نصائح طبية هامة
ينصح تيم هتشفول بالحد من استخدام الهواتف الذكية إلى أقل من أربعين دقيقة
يوميًا وأخذ فترات استراحة وإبقاء الرأس على المستوى نفسه مع الكتفين.
أما إيمانويل ريفوال فتنصح بإبعاد النظر عن الشاشة من حين إلى آخر والتثاؤب
لإرخاء العضلات وتمديد الأطراف مع شدها لإعادة تنشيط الخلايا وإيقاظها وتفادي تشنج
العضلات
وتعتبر سامي مارغو أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضة لهذه الاضطرابات
لأنهم يكثرون من استعمال خدمة الرسائل القصيرة. وتقول بأسى (أعرف عائلات يتواصل
أفرادها إلكترونيًا من غرفة إلى أخرى. فلنتكلم شفويًا مع بعضنا البعض!.)
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق