الاثنين، 27 مايو 2019

• هونج كونج بين فم الأسد وأنياب التنين


غابة ناطحات السحاب التي تشرئب بين بحر الصين والمحيط الباسفيكي، جزيرة المفارقات التي تضم مدينة عائمة للفقراء وقمة تتناثر بين أشجارها قصور أغنى أغنياء آسيا، ساحة الإلكترونيات المتألقة ومتحف سائقي الريكشا الذين يجرون عرباتهم بدلا من الخيول. تلك الجزيرة المعلقة بين فم الأسد البريطاني وأنياب التنين الصيني إلى أين، بينما يوشك عقد تأجيرها لإنجلترا علما الانتهاء، بعد تسعة وتسعن عاما لتعود إلى السيادة الصينية بعد سنوات قليلة، بل قليلة جدا في عمر الزمان؟

على جانبي تلة خضراء تحيط بها زرقة الموج يتواجه أسد وتنين يترامقان بنظرات حادة، لكنهما رغم ذلك يتعاونان في رفع درع مرسومة داخله زوارق "اليانك" الصينية ذات الأشرعة التي تشبه أجنحة طيور مفتوحة، وهي تسبح في لجة زرقاء، وراءها يرتفع سور أبيض تشبه حافته سور الصين العظيم، وفوق السور تمتد سماء حمراء يتعلق في أفقها تاج ذهبي، وثمة طوق مجدول من البياض والزرقة يكلل الدرع، ومن قلب الطوق ينهض أسد صغير متوج يمسك بين يديه بكرة أرضية مصغرة، ميمما وجهه شطر الأسد الكبير الذي يشبهه تماما، وموليا ظهره للتنين. أما اللافتة على هذه الصورة - الرمز فإنها تعلن بحروف واضحة: "هونج كونج".
مكثت أتامل هذا الرسم الذي يشير إلى رمز "هونج كونج" إذ وجدته في إحدى مطبوعات الدعاية السياحية أمام مقعدي في الطائرة، وكنت أفك طلاسم الرسم بلا صوت، حيث التنين هو الصين، والأسد بريطانيا، أما الأسد الصغير فلعله يشير إلى هذا البلد، ويعني أن إمبراطورية التاج البريطاني صنعت هذه الجزيرة على عينها لتكون صورتها في الشرق الأقصى، بين بحر الصين الشمالي وبحر الصين الجنوبي وفي مواجهة المحيط الباسفيكي.
أصبع عجوز يقتحم الصورة
لعلي أمعنت طويلا في تأمل الرسم، لأنني فوجئت بأصبع عجوز يمتد مشيرا إليه، كان أصبع جاري في الطائرة، عجوز صيني عرفت بعد ذلك أن اسمه "ما"، رجل أعمال من هونج كونج، دقيق البنية ونشيط ولم تغادر الابتسامة الطيبة وجهه طوال حديثنا الذي امتد وتشعب عبر ساعات طويلة من الطيران باتجاه الشرق الأقصى، كان الرجل قادما من رحلة عمل إلى إحدى الدول الخليجية بعد إتمام صفقة تجارية توجه شحنتها إلى السوق الخليجي، وعبر كلماته الإنجليزية التي ينطقها بلكنة لا بد أنها لكنة صينية، أدركت أنه يعترض على محتوى الرمز، وقال لي السيد العجوز "ما": "أنت تقرأ كثيرا على بضائع جديدة كلمة "صنع في هونج كونج"، وهذا ينطبق أيضا على بلدنا، فهونج كونج صنعتها هونج كونج، لا دخل للأسد ولا للتنين في صعودها، لم تخلقها الصين ولم تخلقها بريطانيا، فأبناؤها المؤسسون "بريتون" من الإنجليز المتمردين على سيطرة الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية القديمة، وصينيون ممن فروا بحريتهم من قبضة السيطرة الشيوعية في الصين". وعندما سكت رجل الأعمال الهونج كونجي، مكثت أصداء فكرته عن البلد الذي صنع نفسه تتردد في داخلي، فاتحة شهيتي لقراءة شيء ما عن تاريخ هذا البلد العجيب الذي نتجه إليه، ويبادر بتقديم نفسه حتى قبل أن نصل إلى أجوائه.
تاريخ من الدخان والضباب
بدأ كل شيء كالضباب، ضباب الرطوبة التي كانت تنشرها مياه المحيط في الجو، وضباب الرؤية التي كانت تهزها السموم البيضاء، ففي القرن الثامن عشر ابتكر التجار الإنجليز مبدأ الدفع بالأفيون بدلا من الفضة التي كانت وسيلة مقبولة للدفع في ذلك الزمان، راحوا يأخذون من الصينيين الشاي والبورسيلين والحرير ويقدمون لهم الأفيون، وخلال عقود قليلة تفشى الإدمان في قلب الإمبراطورية الصينية مما حدا بالإمبراطور إلى تجريم تجارة الأفيون، وقامت قيامة التجار الإنجليز الذين كسدت بضاعتهم من الأفيون في مخازنهم بإحدى ضواحي كانتون. وأعلن اللورد بالمرستون قيام "حرب الأفيون" تطبيقا لمبدأ "دبلوماسية الزوارق المدججة بالمدافع"، وخلال أربعة أسابيع حسمت الحرب لصالح إنجلترا، وفرضت على الصين أن تعوض الإنجليز عن "الأفيون الضائع" بالمعادن النفيسة! إضافة للتخلي عن جزيرة هونج كونج للتاج البريطاني!.
وفي 26 يناير 1841 نزل القبطان الإنجليزي إليوت على أرض الجزيرة التي استوطنها من بعده بضعة من الصيادين الإنجليز، ومنذ ذلك الحين وبدفعة من جبروت "الشركة البريطانية للهند الشرقية" بدأ صعود نجم هونج كونج في سماء تجارة الشرق الأقصى، ومع انهيار قوة الإمبراطور الصيني مدت بريطانيا نفوذها ليشمل شبه جزيرة "كولون" والجزر الصغيرة المطلة على حوض الميناء الطبيعي لهونج كونج واكتملت الحدود الجديدة للجزيرة بضم "كولون" و 235 جزيرة صغيرة إليها، ثم استأجرت بريطانيا هذا كله - تحت اسم مستعمرة هونج كونج - من الصين بعقد مدته 99 سنة تبدأ عام 1898 وتنتهي في 30 يونيو 1997.
لقد بدأت هونج كونج بـ 33 ألف نسمة عام 1851، ثم راح عدد سكانها يتزايد مع وفود موجات المهاجرين كلما اشتعلت نيران حرب أو تصاعد دخانها، حدث هذا عندما غزت اليابان الصين عام 1930، وحدث مع الحرب العالمية الثانية، وحدث في أعقاب وصول ماوتسي تونج وحزبه إلى سدة الحكم في الصين، وحدث مع تأجج نيران الحرب الفيتنامية، وكان لا بد من إيجاد فرص عمل حتى يأكل السكان الذين تضاعف عددهم عشرات المرات، وتصادف ذلك مع فرار الصناعيين المهرة إلى هونج كونج قادمين من شنغهاي، بينما كان الغرب على استعداد لبذل أمواله بسخاء للعب على حدود الصين الشيوعية. ولمعت شرارة القفزة التي خرجت بها هونج كونج من ركام الدخان والضباب لتكون ساحرا صناعيا وتجاريا يمد مظلة سحره الاقتصادي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، فهونج كونج هي المصدر الأول للمنسوجات والملابس في العالم، وأهم مركز لصناعة لعب الأطفال، وتصدر من الساعات أكثر مما تصدره سويسرا واليابان، وهي ثالث مركز لتجارة الماس في العالم، وصناعاتها الإلكترونية تضعها في مصاف الدول التكنولوجية الأولى، هذا كله بينما عدد سكانها لا يتجاوز اليوم ستة ملايين نسمة!!
لقد مكثت شاردا للحظات أتأمل غرابة التاريخ ومراراته التي طفت فوقها هونج كونج؟ ولم يخرجني من شرودي إلا الإحساس بأن الطائرة تغير مسار حركتها لتدور.
في قوس هائل دارت طائرتنا فوق مياه بحر الصين الجنوبي، وتحتنا كانت المياه تترقرق زرقاء مخضرة، تبرق على تكسرات أمواجها نقاط لا تنتهي من انعكاسات ضوء الشمس وتتناثر هنا وهناك نقاط بنية ورمادية عديدة ومتباينة المساحات. إنها بعض من المائتين وخمس وثلاثين جزيرة التي تدخل في نطاق حدود "مستعمرة" هونج كونج، يفصل بينها أو يوصل خليج الصيادين، رابطا إياها بالساحل الأوسع "لمستعمرة التاج" أو الأرض الأساسية للجزيرة، تظهر جزيرة هونج كونج متوجة بقمة فيكتوريا التي ترتفع 554 مترا فوق سطح البحر، تتناثر حول شكلها الهلالي بعض من قصور "أغنى أغنياء العالم" كما أخبرني جاري في الطائرة، العجوز "ما". وكلما اتجه البصر إلى أسفل القمة تتراءى غابة العمائر العالية حتى يكاد الإنسان يجزم أن مترا واحدا لم يترك خاليا من البناء، ويخبرني العجوز "ما" أن هذا هو القلب المالي والتجاري للجزيرة حيث تنتصب أبنية المكاتب والبنوك. وفجأة تتغير الصورة بشكك شديد الإثارة!
مدرج للهبوط على حافة الماء
على اليمين واليسار منا، وفي مستوى يكاد يكون هو نفسه مستوى نوافذ الطائرة نرى أسطح البنايات ونوافذها وكأنها على مقربة أمتار قليلة، فيما تواصل الطائرة هبوطها كأنها تهبط بين العمارات، ثم وكأننا في فيلم من أفلام المغامرات تلامس عجلات الطائرة أرضا ما لكننا لا نرى من النوافذ غير الماء يحيط بالمشهد من كل الاتجاهات كما لو كنا نهبط في حوض أحد الموانئ لا المطارات، نتوتر، لكننا سرعان ما نطمئن إذ نحس بأن الطائرة تجري على أرض صلبة، على مدرج الهبوط في مطار "كاي تاك" الذي تظهره الخرائط ممتدا كشريط وسط البحر، ونسمع في إذاعة الطائرة من يهنئنا بسلامة الوصول، وتتكرر كلمة "مرحبا بكم في هونج كونج".
نفرح حقا بسلامة الوصول ونتنفس الصعداء أخيرا، ونتأكد مما سمعناه عن أن مطار هونج كونج هو أكثر مطارات العالم تحديا وإثارة للطيارين، ولهذا لا تسمح شركات الطيران العالمية إلا لأبرع وأكفأ طياريها بالعمل على الخطوط المؤدية إلى هونج كونج.
تنفتح أبواب الطائرة، فنخرج إلى الحياة بعد سجن ساعات الطيران الطويلة، نرى ضوء الشرق الأقصى الساطع ونتنفس الهواء المندى بالرطوبة التي يقال إنها لا تتلاشى إطلاقا سواء كان الفصل صيفا أو شتاء، فالمكان في واقع الأمر يعتبر وسط الماء لكننا ما أن نخطو عدة خطوات إلى قلب المطار حتى ننسى البحر بمعناه الحرفي، ونبدأ الغوص بين أمواج بحر البشر، فكل شبر داخل المطار يموج بالحركة، لكنها حركة منسقة ببراعة حتى أن الوقت بين وصولنا إلى أرض المطار وخروجنا منه لم يستغرق إلا بضع دقائق.
لم لا؟! فنحن في جزيرة الكمبيوتر!!
هل تتلاشى الإنجليزية؟
من صالة المطار نخرج مباشرة إلى سيارة التاكسي التي تقلنا إلى الفندق، فتلفنا نسائم حانية إذ كان وصولنا في أواخر سبتمبر حيث ينتهي الصيف ويبدأ الخريف. ونجد الحياة تدب بنشاط مفرط على جانبي الطريق، ابتداء من الساحة أمام أبواب المطار، وكلما تقدمنا، زحام زحام زحام، لكنه زحام بديع يتدفق دون تخبط ودون ارتباك على الأرصفة وعبر المفارق. إنها جزيرة الستة ملايين نسمة على رقعة أرض صغيرة تطفو بين الأمواج، زحام حيوي من البشر والسيارات التي يخبرنا سائق التاكسي بإنجليزيته فات اللكنة الصينية آنها "ربما تصل إلى مائة ألف سيارة على الطريق في لحظة واحدة"، ونكتفي بالتطلع إلى عالم شوارع هونج كونج التي تضج من حولنا، غير ملتفتين إلى شروح السائق الصيني الذي تهدر إنجليزيته الصينية أكثر مما تظهر.
وفي الفندق كان موضوع اللغة هاجسا يسكن في قلب تساؤلاتنا المرتبطة بمستقبل هونج كونج، وبينما كنا ننتظر مرافقنا الذي سيصطحبنا في جولة عبر الجزيرة دار نقاش صنعته المصادفة حول أكواب الشاي مع رجل إنجليزي ممن عاشوا طويلا في هونج كونج، ووضح أن له باعا في قضية الثقافة واللغة لأنه أحد المشتغلين بها في الجامعة، قال الرجل الهونج كونجي البريطاني الأصل واسمه "إدوارد رايت": "عندما جئت إلى هنا منذ خمسة عشر عاما كان وضع التحدث بالإنجليزية أفضل مما هو عليه الآن رغم أن 98% من سكان المستعمرة كانوا يتحدثون باللغة الصينية الكانتونية، لكنهم في الوقت نفسه كانوا على دراية بأهمية الإنجليزية كلغة عالمية خاصة بالتوازي مع الطموح الاقتصادي الصاعد في هونج كونج آنذاك، ورغم أن الطموح الاقتصادي لهونج كونج ما زال في صعود إلا أن تدهور استخدام اللغة الإنجليزية نتاج ثانوي للتغيرات الجارية في هونج كونج، فقد هاجر الآلاف من الذين يتقنون الإنجليزية بدلا من العيش في ظل الحكم الصيني القادم، وبالنسبة للذين بقوا فإن استخدام اللغة الإنجليزية في الحياة اليومية تضاءل إلى حد كبير، وبينما الإنجليزية لا تزال هي لغة الحكومة والمحاكم ورجال الأعمال، فإن السنوات الأخيرة تشهد صعودا ملحوظا للثقافة الشعبية التي تعتمد على اللغة الكانتونية، فشباب اليوم في هونج كونج يستمعون لأغاني البوب الكانتونية، ويقرئون القصص الكوميدية والبوليسية الكانتونية ويشاهدون المزيد من الأفلام الكانتونية.
كان حديث المستوطن الإنجليزي الأصل مشوبا ببعض الأسى لكنه لم يكن بعيدا عن الحقيقة، ففي إحصائية منشورة بإحدى الصحف الإنجليزية المحلية تبين أن 95% من مشاهدي محطة تليفزيون "تي في. بي" - وهي أنجح المحطات التليفزيونية في هونج كونج - يتابعون قناتها الصينية، بينما 5% فقط يشاهدون قناتها الإنجليزية. وكما تابعنا فإن هناك حالة من التشوش اللغوي في هونج كونج، فالأولاد في المرحلة الابتدائية يتعلمون بالكانتونية وفي المرحلة الثانوية يتعلمون بالإنجليزية والنتيجة كما قال جيرارد بوستيجلون أستاذ التعليم في جامعة هونج كونج: "إنها مأساة، فهؤلاء الأولاد لا يتعلمون أي لغة جيدا".
الصرخة نفسها أطلقها المدعي العام السابق مايكل توماس منتقدا الحكومة "لعجزها عن استخدام اللغة المحلية في القانون". فكما عرفنا، فإن كل الاستجوابات تتم بالإنجليزية، بينما 98% مـن المتهمين يتحدثون الكانتونية مما يتطلب ترجمة كل الإجراءات لكي يفهمها المتهمون والشهود والمحلفون. هذا بالطبع يربك العدالة ويضعها في كثير من الأحيان موضع الشك.
الزحف الصيني على اللغة الإنجليزية، إذن، في اطراد.. فإضافة إلى الكانتونية عرفنا أن المندرينية - وهي لغة شمال الصين - آخذة في الانتشار في هونج كونج، فمن ناحية تبدو أسهل للتعلم، إذ إن الحروف الصينية هي نفسها في كل اللغات الصينية، ومن ثم يتعلمها الناس بسهولة خاصة من يملكون علاقات تجارية جيدة داخل الصين، ويتردد كثيرا بين الناس أن "تعلم المندرينية ضروري جدا للمستقبل"، ومن هنا يتضح أن وضع اللغة في الجزيرة هو نوع من التنبؤ باتجاه الريح القادمة.
ويقول جون كلارك، مدير معهد اللغة في التعليم التابع للحكومة تعليقا على التدهور الذي يصيب استخدام اللغة الإنجليزية: "إنها مشاكل نهاية الحكم الاستعماري، غير أنه بدلا من توجه هونج كونج صوب الاستقلال فإنها تستسلم لسادة جدد ينطقون نفسر لغة هونج كونج لكن بطريقتهم الخاصة". ولقد طرحنا السؤال: هل السادة الجدد - أي الصينيون القادمون في 30 يونيو 1997 - يريدون حقا للجزيرة أن تتحدث بلغة مغلقة على نفسها، بينما يفترض أنهم حريصون على جعل الجزيرة نقطة اتصال مفتوحة على العالم؟
يفترض أن الإجابة بلا، ويفترض أنها "لا" تحرص على خصوصيتها، وهذه إحدى معضلات المستقبل القريب. ونترك معضلة اللغة، إلى ما لا يحتاج إلى الكثير من اللغة، فمرافقنا يتعجلنا حتى نذهب في جولتنا التي ستشمل كولون وهونج كونج عابرة بنا أحد أعجب أنفاق الدنيا.
عبر البحر وعلى الضفتين
أمواج من البشر والسيارات لا تكف عن الحركة من حولنا، كتل بشرية تتدفق صاعدة إلى الباصات أو هابطة منها، وكتل بشرية أخرى داخلة إلى أو خارجة من محطات الأنفاق تحت الأرض، وكتل ثالثة تبتلعها أو تلفظها مراكز التسوق وأبنية المكاتب التجارية، لا توجد في مرمى بصرنا لا تموج بالحركة، لا مساحة خالية في الجزيرة التي تنتصب فيها الأبراج السكنية جنبا إلى جنب، وحيث كثافة البشر تبلغ 200 ألف إنسان على الكيلومتر المربع الواحد "وللمقارنة، فإن الكثافة في بلد كإنجلترا على سبيل المثال تبلغ 355 إنسانا على الكيلومتر المربع الواحد".
ندلف في ضاحية "تسيمشاتسو" في الجانب الشرقي الأكثر حداثة من المدينة فيخبرنا مرافقنا أن الأمواج كانت تضرب الأرض في هذا الجزء فتترك فيها بركا ومستنقعات لم تكن تجف أبدا، لكن أهل الجزيرة لم يكتفوا بتجفيفها فقط، بل ردموا مساحة من البحر وأقاموا حواجز ينكسر عليها الموج ويرجع مدحورا، وبمكان المستنقعات القديمة رأينا غابة من ناطحات السحاب تشرئب، مراكز تسوق عملاقة وسلسلة من الفنادق العالمية الفاخرة تفصل بينها مساحات خضراء محسوبة بدقة وتوصل بينها جسور تتعلق بمعجزة معمارية في الهواء.
والسياحة في هونج كونج سياحة من نوع آخر، فكل شيء مهيأ لنجاحها، يقول ماركس باكستون مدير الإعلام والعلاقات الخارجية بحكومة هونج كونج: إن 85%. من غرف الفنادق تم شغلها في أول تسعة أشهر من عام 1993 بزيادة تبلغ 3% على نفس الفترة في عام 1992، ويشير تقرير لهيئة السياحة إلى أنها أعلى نسبة حققت منذ عام 1989، فالفنادق في هونج كونج تعرضت لأزمة بدأت مع أحداث ساحة "تيان مين" في الصين، ومع حرب تحرير الكويت، ولكن تم تجاوزها، ويضيف مدير السياحة في هونج كونج فليكس بيجر أن نسبة السياح الذين يزورون هونج كونج هي أعلى نسبة في منطقة جنوب شرق آسيا وتبلغ 7 ملايين زائر، ويأتي التايوانيون في مقدمة السياح ويبلغون مليونا وسبعمائة ألف ويحتل اليابانيون المركز الثاني وإن كانت نسبتهم قلت عن العام الماضي بنسبة 12.5%. وتكثر الفنادق السياحية الراقية، ففي منطقة مثل كولون يوجد في محيطها أكثر من 35 فندقا خمس نجوم، إنها صناعة وليست دعوة للزيارة.
ندور في الجزيرة بسهولة لا يعوقها الزحام، ونصل إلى ميناء أيبردين ABERDEEN حيث تتزاحم قوارب "اليانك" الصينية التقليدية الشهيرة التي تشبه أشرعتها العديدة أجزاء من أجنحة طيور مفتوحة بأقصى طاقتها، فالوصلات الأفقية المتعاقبة للأشرعة تشبه ريشات متباعدة في أجنحة الطيور، والميناء لا تكاد تظهر فيه المياه لكثرة ما تغطيها آلاف القوارب، إنها مدينة عائمة، فرغم مشاريع المساكن الحديثة في الجزيرة إلا أن هناك 70 ألف إنسان يعيشون في هذه البيوت العائمة، يطهون طعامهم المكون من أسماك صغيرة يصيدونها عبر المسافات الصغيرة بين الزوارق. ويطوون حشايا نومهم ملفوفة في الأركان حتى إذا جاء الليل فردوها وناموا عليها، ومتوسط سكان القارب الواحد يبلغ سبعة أفراد: الأم والأب وعددا من الأطفال مع الجد أو الجدة.
يبدو ميناء أيبردين وكأنه مستنقع تغطيه القوارب، صورة متناقضة مع الجانب الآخر وراء حافة الماء حيث تنتصب غابة الأبراج السكنية الحديثة ووراءها الجبل والتلال الخضراء، لكن صورة الميناء لا تخلو من بعض البهجة، فهناك المطاعم العائمة ذات "البرجولات" كأنها سقوف خيام السيرك المرحة، تطل شرفاتها الفسيحة على الماء والقوارب وتزينها آلاف المصابيح الملونة في انتظار الليل، لتتألق وتسهر.
ونبتعد عن الميناء فتتعاقب الصور.
نمر بالأسواق فنحس أنها القلب النابض لهذه الحاضرة التجارية، ونعرف أن ربة المنزل الصينية الجيدة تتسوق مرة على الأقل في اليوم الواحد لإعداد الوجبات الثلاث اليومية من منتجات طازجة تأتي من الصين، فهونج كونج تكاد لا تقدم إلا الأسماك للأسواق المحلية، نرى سلال الخضراوات على الأرصفة في تزاحم حاشد لكنه زحام لا يخلف إهمالا، فكل شيء نظيف.
وعلى أطراف الأسواق تتتابع ملامح لم يتوقعها الإنسان موجودة في هذا البلد التكنولوجي، فالرهبان البوذيون يمرون مثل الأطياف الملونة برءوسهم الحليقة والزهور والزينات التي تسم كل مظهر من المظاهر الاحتفالية إن حزنا أو فرحا.
ونرى بعضا من العجائز من نساء "الهاكا" بزيهن الصيني الداكن والقبعات التي تشبه مظلات كبيرة بينما يدخن الغليون، وثمة مزارع عجوز بلحيته البيضاء وقبعته المخروطية الواسعة من القش، وفي الحارات نبصر الأطفال الذين يجيدون الجلوس محتبين وكأنهم خارجون من الرسوم الصينية القديمة.
أما سائق "الريكشا" فإنه مشهد يستحق الوقوف والتأمل، والريكشا عربة "حنطور" بعجلتين ويجرها إنسان لا حصان. إنها مهنة مميتة، ويخبرنا مرافقنا بأن الحكومة منذ سنوات ترفض إعطاء تراخيص جديدة لمزاولة هذه المهنة، لهذا نرى أن سائق الريكشا عجوز تبرز ساقاه النحيفتان من بنطاله القصير، ويعتمر بقبعة ملونة صفراء بينما ألوان الريكشا هي الأحمر والأزرق، وهو على العموم يكسب قوته من النقود التي يمنحها له السائحون مقابل التقاط الصور التذكارية له مع عربته التي مضى زمنها.
ومن مشهد الزمن الذي مضى ننتقل إلى مشهد الزمن الحالي في ذروة ملامحه التي تمتد تحت الماء، في النفق الذي يربط بين جزيرتي كولون Kowloon وهونج كونج، إنه أعجوبة طولها كيلومتران وعرضها 7 أمتار وتغوص 24 مترا تحت سطح الماء، وحتى تعبره السيارة لا بد من دفع 10 دولارات والباص 15 دولارا والدراجة النارية 4 دولارات، وهو نظيف بشكل لافت لأنه يغسل يوميا بين الساعة الثانية عشرة والواحدة صباحا، ولا مجال للتوقف فيه لحظة، فالسيارة التي تتعطل داخله يدفع صاحبها غرامة قدرها 400 دولار، ثم 50 دولارا عن كل دقيقة بعد ذلك.
لقد عبرنا النفق من كولون إلى هونج كونج، وبمجرد خروجنا استبدت بنا رغبة الصعود إلى قمة فيكتوريا، كأنها رغبة تعويضية عن إحساسنا بأننا كنا على عمق سبعة طوابق تحت سطح البحر، ومن ثم أردنا أن نصعد عاليا لنشمل الجزيرة بنظرة يجعلها الارتفاع محيطة بتركيبة هذه الجزيرة الصينية المعقدة التي لا تشبه أيا من مدن الصين، والمستعمرة البريطانية التي لا يبدو أنها تعاني شيئا من آلام المستعمرات.
ونركب قطار القمة.
من السفح إلى القمة والعكس
من وسط المدينة المزدحم ركبنا قطار قمة فيكتوريا الذي يتكون من عربتين يشدهما كابل من الصلب حتى ارتفاع 554 مترا فنبدو وكأننا نستعرض قطاعا في تناقضات المدينة، فعند السفح القريب من الماء مررنا بالمراكب التي يحيا على ظهورها البشر، وعند القمة كانت القصور الباذخة التي يحيا فيها أثرياء هونج كونج، ومن وراء السور الذي يشبه شرفة في القمة وقفنا نطل على المنظر الفريد، فهناك وراء الضفة الأخرى - البر الصيني - كانت الجبال تتقدمها شبه جزيرة كولون، ثم الميناء الطبيعي في الوسط، والمقاطعة المركزية تبين في المقدمة، كأن نهرا يشق غابة من ناطحات السحاب على شاطئيه.
هل نحن في آسيا حقا؟
سؤال تطرحه علينا غابة ناطحات السحاب التي عايناها بجلاء عند قمة فيكتوريا، وتمتد أطراف السؤال لتلمس سؤالا آخر عن وجود الصين في هذا الجزء الذي اقتطع منها ويوشك أن يعود إليها.
ونقف أمام المبنى رقم 9 في شارع "كوينر رود سنترال" الذي يتألق وسط أغلى الأحياء التجارية في المدينة، وهو برج من الرخام الوردي تضم أدواره الأولى سلسلة من "البوتيكات" الفخمة، لقد تكلف هذا المبنى 491 مليون دولار أمريكي، ومع هذا فإن ملكية هذا الصرح الرأسمالي لا تعود لبعض بليونيرات العقارات، لكنها تعود لمجمع تجاري تموله بعض الإدارات "الشيوعية" لمجموعة من المدن في الصين الشعبية.
كانت هذه الصورة مستحيلة قبل خمسة عشر عاما، لكنك أينما ذهبت في هونج كونج اليوم فستجد الاستثمارات الصينية تمتطى وترتفع، فالصين هي أكبر مستثمر حالي في هونج كونج، وتوجد ثلاثة آلاف شركة صينية تستثمر أموالها في المنشآت الصناعية والبنوك، والعمارات السكنية، وثمة من يقدر استثمارات الصين في هونج كونج بنحو 25 مليار دولار، وهذا يعني أن نصيب استثمارات الصين يزيد على استثمارات اليابان والولايات المتحدة مجتمعتين "12 مليارا لليابان و 7 مليارات للولايات المتحدة". وما زالت الأموال الصينية تتدفق للاستثمار في هونج كونج، ويقول مسئول إحدى الشركات الصينية: "من المؤكد أن هذا المكان سيتمتع بامتيازات كبيرة بعد عام 1997 لأنه لا يمكنك إيجاد مكان مثل هذا في بقية الصين، فكم من الوقت تحتاجه شنغهاي لتكون مثل هونج كونج؟ سنوات كثيرة".
وثمة من يقول اليوم في هونج كونج: "إن أحاديث من هذا النوع تلقي بالطمأنينة في نفوس سكان هونج كونج أكثر بكثير من مطالبة باتن "حاكم المستعمرة البريطاني" بمزيد من الديمقراطية في المستعمرة، فإذا كانت الصين مستعدة لدفع العملات الصعبة مقابل التوسع في ملكيتها العقارية فإنها لن تغامر بتدمير ممتلكاتها تلك".
ولقد قال أحد الخبراء الاقتصاديين: "إذا لم تكن الصين تمتلك هونج كونج، لتعين عليها أن تخترعها".
وكلما اقترب موعد خروج بريطانيا من هونج كونج ابتعدت الهوة في مباحثات انتقال السلطة بين الصين وبريطانيا، وازدادت شكوى أهل هونج كونج في أنهم قد وضعوا في الظلام.
يقول حاكم هونج كونج رقم 28 والذي تولى السلطة في الأول من يوليو 1992 "وربما يكون آخر حاكم بريطاني للجزيرة" السيد كريس باتن للعربي: إننا لم نضع المواطنين في هونج كونج في الظلام، ولم نخف عنهم أي معلومات حول سير المباحثات التي نخوضها مع الصين عبر جولات وصلت في نهاية شهر نوفمبر 1993 إلى 18 جولة.
إن نقطة الخلاف الرئيسية هي البند المتعلق بالانتخابات المحلية في الجزيرة والتي ننوي إجراءها في "94 - 1995"، وحجة الصين أنه مع تسلمها الجزيرة من بريطانيا في يونيو 1997 فإن أعضاء المجلس المنتخب والذين تستمر عضويتهم حتى عام 1999 عليهم الاستقالة وإجراء انتخابات جديدة، وهذا ما ترفضه بريطانيا وتصر على مبدأ "القطار المنطلق بلا توقف" (Throug Train ) والذي يشير إلى أن أعضاء المجلس التشريعي لهم حق استكمال مدتهم التشريعية كاملة لمدة أربع سنوات أي أنهم سيكونون مستقلين لمدة عامين بعد عودة جزيرتهم للصين.
وهذا المفهوم ترفضه الصين على حد قول السيد كريس باتن، ويضيف حاكم هونج كونج أن هناك نقاطا كثيرة يرفضها الصينيون ولكنهم يحاولون إعطاء انطباع يوحي بأنهم ليسوا ضد الحوار، فدخولهم في الحوار يحصنهم ضد الاتهامات التي قد يتعرضون لها مستقبلا في حال فشل المفاوضات.
وماذا في حال فشل المفاوضات؟
يقول السيد كريس باتن إن فشل المفاوضات قد يخلق أزمة عميقة بين بريطانيا والصين، وإن كان الصينيون غير مرنين في هذه المفاوضات، إلا أن استمرارها يخلق جوا إيجابيا في سبيل خروج الجميع بصيغة مشرفة، خصوصا أن تاريخ بريطانيا في الجزيرة يمتد إلى أكثر من مائة وستين عاما، وأننا قطعنا شوطا طويلا في تطبيق اتفاقية إعلان المبادئ بيننا والذي وقع في 19 ديسمبر 1984، والمستمر 50 عاما بعد خروج بريطانيا من هونج كونج، ونحن نقدر أن القيادة الصينية تجد من جهتها صعوبة كبيرة في قبول انتخابات سياسية حرة في الجزيرة بينما الأقاليم والمقاطعات الأخرى في الصين لا تتمتع بنفس الشيء.
وأضاف السيد كريس باتن أننا نسعى إلى نبذ الخلافات وتضييق شقته، ولكننا أيضا ندعو الرسميين الصينيين للاعتراف بأن الزمن يسبقهم وأننا لا نستطيع العودة إلى الخلف كما أننا لا نستطيع أن نترك الآخرين يتدخلون في خططنا نحو مزيد من الديمقراطية والإصلاح السياسي وأن شعب هونج كونج لا بد أن ينظم لهم انتخاب يحترم مصداقيتهم ويساوي بينهم.
وقال إن أبرز التغيرات التي تنوي حكومته إدخالها على قانون الانتخابات هو تخفيض سن الناخبين من 21 إلى 18 سنة وكذلك توسيع قاعدة المنتخبين كأعضاء في المجلس التشريعي على حساب عدد المعينين.
وأضاف: نحن لا نتخلى عن مبادئنا من أجل التوقيع على ورقة من الصين، فبهذه التعديلات سيكون جميع أعضاء المجلس التشريعي (60 عضوا) منتخبين إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
أما وجهة نظر الصينيين فهي أنه بمجرد خروج البريطانيين من هونج كونج فإن انتخابات تشريعية جديدة يجب أن تجرى في الجزيرة وفقا لظروف وشروط مختلفة، وهذا ما يرفضه الجميع.
مفارقات الحي الصيني
تكاد جولتنا في الأفكار وفى الأماكن وفي السؤال عن مصير هونج كونج القادم أن تبلغ نهايتها، لا بإجابة حاسمة ولكن بانطباعات لعلها تحسم اتجاه الإجابة المحتملة، وحتى تكتمل الجولة كان لا بد من المرور على "المدينة الصينية" في هونج كونج حيث تخبئ مكعبات البيوت المتزاحمة بعضا من جذور قديمة لا حسم للجديد بدونها.
وحتى نصل إلى الشاطئ الشمالي من الجزيرة راق لنا أن نركب الترام ذا الطابقين وهو يدرج في الطرقات مثل عربة تجرها الخيول، وهو ترام عجوز فاق عمره الثمانين عاما، يخبرنا مرافقنا بأنه حتى عام 1923 لم يكن له سقف، ورغم ألفة هذا الترام العتيق إلاّ أنه مهدد بالانقراض، فمخططو المدينة الذين تواجههم قضية نقل نصف مليون راكب يوميا لا تؤرقهم كثيرا قضية الحنين إلى الماضي، لكننا استمعتنا بالمفارقة إذ كنا نطل على جزء من أكثر مدن العالم اعتمادا على الإلكترونيات بينما نحن في مقاعدنا نرتج ونبتعد عن النوافذ عندما يمر ترام في الاتجاه المعاكس أو نبتعد برءوسنا حتى لا تصطدم بزوايا البيوت القريبة جدا من جسم الترام.
في المدينة الصينية يتجاور كل شيء، دكاكين تعرض آخر منتجات الإلكترونيات، وصيدليات حديثة، ومحال تبيع الأعشاب يحتفظ باعة الأعشاب ببضاعتهم في قوارير زجاجية كبيرة ويزنونها بميزان يدوي ويقدمونها للمشترين في أكياس ورقية صغيرة.
وبعد رحلة إلى مقبرة "مان مو" بعيدا عن وسط هذا العالم نصل إلى شارع "كات" الذي تسميه الخرائط شارع "لاسكار"، بينما يطلق عليه الناس: "سوق اللصوص"، ففي هذا المكان تعرض معظم "الأنتيكات" القديمة التي لا يعرف أحد من أين جلبها بائعوها، وهم في معظم الأحيان من المهاجرين الذين يتدفقون على الجزيرة، وتستطيع أن تجد أي شيء في سوق اللصوص هذا.. كتب قديمة، مزهريات من البورسيلين، مقاعد شاي، مجوهرات.. تماثيل صغيرة لبوذا، ملابس، ساعات، غلايين تدخين الأفيون القديمة، أقفاص الطيور، محابر عتيقة، لوازم زوارق "اليانك" الصينية.
ومن الأشياء المدهشة التي تجدها في محال هذه المدينة الرأسمالية: تمثال نصفي لماوتسي تونج من البورسيلين الأبيض الناصع، وقد طبعت عليه عبارة "الرئيس العظيم"، ونتعجب لابتسامته الثابتة ونتساءل: هل كان يدرك أنه سيقف هذا الموقف، حيث حركة الحياة لا تتوقف وضروراتها المتجددة لا تحترم ثباتا لأية فكرة؟!
ويهبط الليل على هونج كونج فلا تنام، بل تستيقظ الحياة ولا تنقطع موجات البشر في الأزقة الضيقة المضاءة بالمصابيح القديمة داخل الحي الصيني، وتصدح أغاني البوب للمغني التايواني "دنج ليجون". وتسهر محال تبيع أجهزة التسجيل الرخيصة والملابس المقلدة، ونسمع صوت المساومة بين البائعين والمشترين، بل نرى أحدهم يقيس بعض الملابس أمام أحد الدكاكين بعد منتصف الليل.
ونمضي في غمار أضواء الليل نودع هونج كونج التي سنغادرها في الصباح، جزيرة لا تنام ولا تهدأ، وسواء مالت باتجاه فم الأسد أو اقتربت من أنياب التنين يبدو من الصعب على أيّ منهما أن يلتهمها، لهذا ستظل هونج كونج هي هونج كونج، كما نتوقع. أو على الأقل خلال سنوات كثيرة من بين السنوات الخمسين الانتقالية التي اتفق عليها كل من الأسد والتنين وهما يبحثان وضع الجزيرة القادم في المستقبل القريب، أي بعد 30 يونيو عام 1997.
هونج كونج في سطور
* الدولار هو عملة هونج كونج وكل 7.7 دولار هونج كونج يساوي دولارا أمريكيا وسمح لبنكي هونج كونج وشنغهاي منذ سنتين بإصدار الدولار.
* مجلس الوزراء يتكون من 14 وزيرا برئاسة حاكم هونج كونج كريس باتن.
* مقود السيارة والمرور على اليمين مثل بريطانيا.
* الزائر لهونج كونج يمنح سمة دخول للسياحة لمدة أسبوعين في المطار.
* تستورد هونج كونج من الصين الخضروات، والفواكه، والأسماك، واللحوم، والمياه!!.
* توجد صحفيتان يوميتان تصدران باللغة الإنجليزية ومئات الصحف اليومية باللغة الصينية.
أنور الياسين / مجلة العربي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق