لماذا نريد أن نكون
مثاليات؟ المثالية هي مرآة الشخصية، كل امرأة يجب أن تطمح إلى تنمية المثالية
والجاذبية في شخصيتها، وهذا يتطلب مجهودا متواصلا. لماذا نرى شخصا ملؤه الجاذبية
والفتون. أهو الجمال الجسدي؟ أهو اللباس أم العمر أم التصرفات؟ المثالية هي نتيجة
تفكير وتمرين واعتناء دائم.
أن تـكوني امرأة مثالية جذابة، فهذه
الميزة تفترض الذكاء والمقدرة على تحليل المرأة لشخصيتها وانتقادها لنفسها بدون
محاباة، والاجتهاد والعزيمة الثابتة.
المثالية نور وهاج يشع من الشخصية
بكاملهـا وتظهر في تعبير الوجه ولهجة الصوت وتصرفات الجسد وألق الأفكار.
هي شيء لا يوصف ولكنه يجعل الآخرين يشعرون
به.
بعض العادات التي تكون أساس المثالية:
أ- الثقة بالنفس التي تجعل الإنسان لطيف
المعشر بعيدا عن القلق والخوف.
ب- المواظبة على الدقة والنظام.
ج- تنظيم عادات الأكل والنوم والرياضة
اليومية.
د- التمرين العقلي الذي يتوجب متابعة
يوميا بالدرس والتثقيف وتوسيع المعلومات ومرافقة الحوادث العالمية.
هـ- عادة ترويح النفس لأجل راحة الفكر.
والترويح يجب أن يسلي العقل ويلهيه عن التفكير بالعمل ومع رفاق نرتاح لمعاشرتهم
ونستفيد ونفيد من وجودهم.
و- الشعور نحو الآخرين شعور إخلاص واهتمام
بخيرهم وسعادتهم والإفساح في المجال ليظهروا أنفسهم ويشعروا بأنهم شخصيات لها
اعتبارها وعناصر مهمة في الحياة.
والمرأة المثالية هي من ترتاح النظر
بالالتفات إليها سواء كانت جميلة أم لم تكن فإنها تظهر دائما بمظهر أنيق يدل على
سلامة الذوق والاعتناء بالنفس.
- لها ثقة بنفسها فترسخ فيها ملكة السلوك
والتصرف رسوخا يجعل كل حركاتها طبيعية
- لها اهتمام بالآخرين مما يجعل رفقتها
لذيذة ومحببة.
- هي المليئة بالحياة والنشاط والتي يتجدد
تفكيرها مع السنين.
إن العقل الجذاب هو الذي يبقى شابا متجددا
مع الزمن له مزايا النضج والحداثة.
ولكن كيف يمكننا أن نحافظ على تجدد وشباب
أفكارنا؟.
يكون ذلك بالابتعاد عن الأمور التي تجعل
الفكر شيخا ومسنا ومنها:
1- الاقتناع بان أفكارنا وطرقنا في الحياة
هي أفضل الطرق.
2- عدم المبالاة بما يجري للغير وبخاصة
الشؤون المهمة أو التلذذ بما يصيب الغير من مصائب.
3- ازدياد اللذة في الأشياء المادية:
الأكل، المال، الممتلكات، الراحة الجسدية التي ترمي ظلاما على الناحية الروحية
والأخلاقية.
4- ضعف الحيوية عن قبول عادات جديدة
اعتقادا أن العادات القديمة هي أفضل.
5- التحكم والاستبداد بالرأي بدون مناقشة
أو بحث.
والمثالية تقتضي: الطموح الدائم بلا حدود
والاستعداد لقبول أفكار جديدة مفيدة وجميلة، والرغبة في الاستزادة من تحسين أساليب
الحياة، وبكل التواضع بما يبعد عن التكلم عن النفس والأحوال الخاصة.
إن الزوج لا يعود يرى في زوجته بعد مرور
وقت قصير على زواجهما سوى شخصيتها وأخلاقها وروحها، فلا يجذبه سوى الجمال الداخلي
الخارج من أعماق نفسها.
ولا يفتنه سوى مزيج من ابتسامة وجه صبيح
وتصرف سموح، وطبع متساهل مرح، وصدر رحيب، ونفس تنظر بلذة، وإخلاص إلى مشاكل حياته
وتحاول مساعدته ومعاضدته قدر طاقتها.
الزوجة المثالية صديقة حساسة مؤازرة في
جميع مواقف الحياة وشدائدها تضحي بلا أي اهتمام أو تقدير لقيمة التضحية؟ وتنعم
بالحياة شاعرة أن الحياة امتياز خاص عظيم. تكون كل ذلك وليس نصب عينيها إلا أن
تكون تحقيقا لمثاله الأعلى.
هذه خطة حياة اعتيادية للمرأة التي أنمت
جمال نفسها. هي خطة سهلة مفرحة وهي في حد ذاتها مكافأة لها، وأي مكافأة ترجو
الزوجة أكثر من أن تسمع زوجها يقول بصوت ملؤه الارتياح والبهجة: ما أبهج جو البيت!
بيت هذه الزوجة يخلق لكل من يدخله جو
الاطمئنان والارتياح، يمحو المتاعب ولا تنمو فيه سوى المحبة والسعادة لأنه لمحة من
الجنة على الأرض.
لتكن جميع نسائنا مثاليات، ليعشن مع
الرجال المثاليين من أجل مجتمع مثالي. إن أهم صفة في المرأة هي
"الغيرية" بمعنى أن مرتكز رغبتها وطموحها ليس في نفسها بل في شخص آخر
تحبه وتريد أن يحبها: زوج، أولاد، أب، صديقة..
والمرأة التي ليس لها أحد تعطف عليه وتعمل
لأجله أو من تنذر نفسها عليه وينذر نفسه عليها، هي المنعزلة التي لا أخ لها، ولا
قريب تتعلق به وتكون موضع تعلقه، ولا تعيش لتواسيه. والتي لا تجد حقلا لغرائزها
"الغيرية" لإلهامها ولنشاطها لعاطفتها، وليست معلمة مدرسة أو إحدى أخوات
الإحسان، وليست لها أمنية حقيقية في الحياة.
تلك تخشن طباعها ويصيبها عته جسدي
وأخلاقي!
ما هي غايتنا في الحياة؟
هي طبع العالم غير الفاني بأثر من كياننا
الفاني.. وقد وضعت الطبيعة في متناولنا المحبة التي تدفعنا إلى أن نخلق من لحمنا
ودمنا النواة التي تمدد من وجودنا على الأرض، والطموح الذي يحدو بنا لأن نصنع بفضل
العقل شيئا ماديا أو معنويا أو مثاليا من شأنه إعلاء شخصيتنا وضمان استمرارها في
العالم. والمرأة أشد حساسية من الرجل للذة الإرضاء والنقمة على العقوق، لأنها أسرع
من الرجل وأنشط في تمثل أحاسيس الآخرين.
من الصعب على المرأة أن تميز بين مصلحتها
ومسراتها، هذه الصعوبة هي مصدر مآسي المرأة. إن عاطفة المرأة "الغيرية"
لا تضع مصالحها موضع التناقض مع عاطفتها وحسب، بل عواطفها بعضها مع بعض، فلأولادها
وأبيها وزوجها، لكل منهم شخصيته الخاصة، وأمانيه الخاصة، متعارضة غالبا فيما
بينها، ومتفاوتة العاطفة التي تجمعها بكل منهم.
من كل ذلك نقول:
ليس بتحسين أحوال المرأة الحقوقية يمكن
ضمان سعادتها.. فالقانون والنظام حبر على ورق، بل بإفهامها حقيقة طبيعتها، وتثقيف
الرجل ليقدرها أكثر وليساعدها بنجاح، فموقف المجتمع مماثل في جوهره لموقف الأب.
كل من الرجل والمرأة يكمل الآخر، وهما
أساس المجتمع وأساس الحياة.
إلياس خوري /
مجلة العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق