استمر التفكير والبحث والعمل عدة قرون، كي تصبح
الخرائط الجغرافية بهذه الدقة البالغة، فعلم الخرائط ليس علمًا
جامدًا ولكنه في تطور مستمر، لأنه يستعرض دائما التغيرات في تاريخ الإنسان والأرض.
ما هي الخرائط؟
الخريطة هي صورة لكوكب الأرض أو جزء منه،
فالخريطة تكون لدولة أو مدينة أو الحي الذي تعيش فيه، وهي تختلف عن
الصور الجوية التي تلتقط بالأقمار الاصطناعية، فهي تحتوي على معلومات توضح
المناطق الجغرافية المختلفة كما تستخدم فيها الألوان للتمييز بين البحار
والغابات والصحراء والجبال.
ورسم الخرائط علم له خبراؤه المتخصصون،
والخريطة سواء كانت مرسومة على ورق أو على الحاسوب تعتبر صورة خيالية للعالم،
لأن الأرض ليست مسطحة كما تظهر بالخرائط، فالخرائط المرسومة على الورق لها بعد
ثنائي، أما الخرائط على شاشة الحاسوب فهي ثلاثية الأبعاد، ولكل خريطة مقياس
يسمى مقياس الرسم، وهو عبارة عن النسبة بين المسافة أو المساحة على الأرض ونسبة
تمثيلها على الخريطة، فمثلاً عندما يكون مقياس الرسم 10000:1 فهذا يعني أن كل 1 سم
على الخريطة تمثل 10000 سم على الأرض أي ما يعادل 10 كلم، والآن يوجد برنامج للحاسوب
يسمى Google Earth يمكنك
ياصديقي من خلال شبكة الإنترنت استخدام هذا البرنامج للحصول على
خرائط تفصيلية لكل بلاد العالم موضحة المدن والأحياء والتضاريس والأماكن
الشهيرة بها، وحتى خطوط سير المياه والغاز والصرف الصحي وكذلك خطوط الهواتف.
الخرائط عبر التاريخ
أولى الخرائط رسمها البابليون في القرن السادس
قبل الميلاد ويظهر فيها المحيطان الهندي والأطلنطي من دون أسماء، وكانت
مقسمة إلى سبع مناطق فقط، ثم وضع بطليموس في القرن الرابع الميلادي خريطة ظهرت
فيها أوربا والهند وشمال إفريقيا، ثم توالى بعد ذلك وضع خرائط جديدة كلما عرف مكان
جديد في العالم، وزاد الاهتمام بوضع الخرائط في العصور الوسطى ورسم العالِم العربي
محمد الإدريسي خريطة مهمة للعالم في القرن الثاني عشر، وفي القرن الرابع عشر ظهرت
خريطة هيرنفيرد وخريطة كنجينيدو، وفي القرن الخامس عشر ظهرت خرائط دي فيرجا وبيانكو
وفاراماورو، وكلها خرائط للعالم المعروف في ذلك الوقت، وفي بداية القرن السادس
عشر ظهرت خرائط أكثر دقة وضعها كل من جوان دي لاكوسا وكانتينو وبيري دييس، وتوالى
ظهور الخرائط حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
أنواع الخرائط
يوجد العديد من أنواع الخرائط، فهناك الخرائط
السياسية، وهي توضح الحدود بين الدول، والخرائط الطبوغرافية توضح
تضاريس سطح الأرض والجبال والبحيرات والأنهار والأودية والبحار والمحيطات والغابات
والصحراء، ويكون لتلك الخرائط هوامش توضح ذلك، وتستخدم فيها الألوان لتمييز تلك
المناطق الجغرافية بعضها عن بعض، فالبحار لها لون والجبال لها لون وهكذا. وهناك
الخرائط الحربية لميدان المعركة توضح الطرق التى تحتلها القوات المتحاربة ومخازن
الأسلحة والمؤن وأماكن تجمع القوات، وهذه الخرائط الحربية ليست ثابتة، بل تضاف
إليها يوميًا معلومات جديدة أثناء المعركة، وجدير بالذكر أن الخرائط الحربية
للحرب العالمية الثانية التي انتهت بالهجوم على ألمانيا كانت عبارة عن 416 خريطة،
أما الخرائط البحرية التي تستخدمها السفن التجارية، فهي توضح عمق المياه وشكل
الساحل واتجاه التيارات البحرية ومقدار المغناطيسية لأنها تؤثر في البوصلة، وكذلك توضح
أماكن منصات البترول ومناطق المياه الضحلة ومواقع حطام السفن الغارقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق