الجمعة، 2 نوفمبر 2012

• البلاستيك.. صديقٌ أم عدوٌ



          يعد البلاستيك أحد أهم المواد المفيدة في العالم. ولا يكاد يخلو منه منزل أو مدرسة أو مستشفى وأماكن أخرى كثيرة. حاول أن تعد كل منتجات البلاستيك التى تستخدمها. أخشى أنك لن تستطيع أن تعرف عددها كلها! ذلك أن قائمتك هذه سوف تشمل لعب الأطفال والأكواب والزجاجات البلاستيكية والأقلام والأواني والأحذية والمقاعد وأغلفة المأكولات والحليب وأكياس التعبئة وعلب المنظفات وعبوات المشروبات الغازية والعصائر وأشياء أخرى عديدة، كذلك يصنّع من البلاستيك بعض الأقمشة والسجاد والبطانيات وأجزاء السيارات والسفن والطائرات.. وغير ذلك.

          ويصنع البلاستيك من منتجات النفط، ويكون أولاً في شكل حبيبات دقيقة ثم يرسل إلى المصانع المتخصصة، ليتم تحويله إلى منتجات مفيدة بأشكال وبألوان كثيرة، حيث تصهر الحبيبات وتوضع في قوالب بالأشكال المطلوبة ويتميز البلاستيك عن المواد الأخرى، بأنه خفيف الوزن ومقاوم للماء كما أنه من السهل العناية به بالإضافة إلى متانته وإمكان تشكيله بأي شكل نشاء.
أخطار.. البلاستيك
          سوف تلاحظ إذا تجولت في الطرق أو بين الأراضى الزراعية انتشار أكياس البلاستيك الملقاة في كل مكان، وهي تمثل خطورة على البيئة، لأنها لا تتحلل بسهولة. ويؤدي هذا  إلى اختلاطها بالتربة لتصل إلى المزروعات بكل أشكالها وأنواعها، فتصيبها بالأمراض، مما يؤثر على صحة الإنسان والحيوان الذي يتناولها كغذاء.
          وكذلك يؤدي إلقاء المواد البلاستيكية في الأنهار والبحار، إلى سد خياشيم التنفس للأسماك ومن ثم موتها وانخفاض الثروة السمكية. وتمتد خطورة البلاستيك عند احتراقه، إذ إنه سريع الاشتعال وتنتج عنه غازات ضارة بصحة الإنسان إذا شمها.
          وهناك بعض الدراسات تقول بأن بعض أنواع البلاستيك يمكن أن تخرج مواد سامة تدخل في أجسامنا، وتسبب لنا عددًا كبيرًا من المشكلات الصحية بما في ذلك السرطان. وحيث إن الأطفال يميلون إلى وضع الأجسام البلاستيكية - وربما أي شيء آخر  - في أفواههم، فإن معظم الآباء والأمهات قلقون عليهم باستمرار.
ما هي المواد التي تضاف إلى البلاستيك عند تصنيعه وتؤدي إلى أن يصبح ضارًا؟
         إن الشيء الذي تشترك فيه كل المنتجات البلاستيكية هو "الملدّنات" والملدّنات مواد كيميائية مضافة، تتيح إمكانية صب البلاستيك المصهور في قوالب بأي شكل تقريبًا. وهناك عدة أنواع من هذه الملدّنات، منها ما يقوم بإضافة المرونة لأشياء مثل أكياس التعبئة ومعاطف المطر، ومنها ما يعطي ملمسًا صلبًا وشفافًا وشبه زجاجي مثل رضاعات الأطفال والأواني.
          إن الاستخدام الواسع للمواد البلاستيكية التي تحتوي على الملدّنات، أصبح مقلقًا كثيرًا للعلماء، لأنها تنتمي إلى مجموعة تسمى "معطّلات الهرمونات"، التي تعمل في الجسم مثل الهرمونات. والهرمونات مواد تفرزها بعض أنسجة الجسم لتساعد في أداء بعض وظائف الأعضاء كالنمو. وعندما تأتي مواد كيميائية أخرى -كالملدنات - وتدخل الجسم وتقلّد الهرمونات، فإن هرموناتنا تتوقف فعلا عن القيام بالوظائف المطلوبة منها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بالعديد من الأمراض مثل داء السكري والبدانة.
كيف تدخل «الملدّنات» إى أجسامنا؟
          عند حدوث أي خدوش في البلاستيك، فإن الملدّنات يمكن أن تتسرب منه وعلى الرغم من أنه لا يمكننا رؤية هذه الجزيئات، إلا أننا نأكلها ونشربها ونتنفسها!
          وحيث إنه من الصعب التخلص من المنتجات البلاستيكية التالفة لأنها لا تتحلل، ومن ثم فهي تلوث البيئة عندما تلقى بإهمال في أي مكان، ولهذا ففي أطراف معظم المدن، هناك «مقابر» لدفن المنتجات البلاستيكية للتخلص منها.
          وإذا كنت مهتما بهذا الموضوع، فحاول أن تعرف المصدر وابحث عن المصنع والتزامه بعايير السلامة والتراخيص التي حصل عليها ، أو يمكنك شراء لعب بلاستيك صنعت في دول تمنع استخدام ملدّنات البلاستيك، ففي أبو ظبي مثلاً، لا يتم الترخيص لأي مصنع إلا إذا التزم بالمعايير الدولية،  وكذلك يحذر العلماء من استخدام زجاجات المياه البلاستيكية أكثر من مرة، وأيضًا عدم وضع المنتجات البلاستيكية في الفم.
بلاستيك المستقبل.. من قشور الحمضيات وغازات الجو!
          نظراً للمخاطر التي يتعرض لها مستخدم المنتجات البلاستيكية بسبب ما قد تسببه من أمراض، فقد توصل باحثون أمريكيون إلى تصنيع مواد بلاستيكية «آمنة» من قشور الحمضيات كالبرتقال والليمون وغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون. وأهم مادة تستخرج من هذه القشور لصناعة البلاستيك يطلق عليها «الليمونين»، يضاف إليها ثاني أكسيد الكربون مع جزيئات خاصة تم تصنيعها في المختبر.
          وتوجد مادة «الليمونين» في أكثر من ثلاثمائة نبات مختلف، كما تشكل نحو 95 % من زيوت قشر البرتقال، ولهذا فإن البلاستيك الناتج عنها ـ بعد دمج ثاني أكسيد الكربون ـ يكون غير ضار بالإنسان ولا بالبيئة كما أنه يكون غير مكلّف.. إنه بلاستيك المستقبل.


تابعونا على الفيس بوك
إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق