الاثنين، 13 أغسطس 2012

عامل طفلك باحترام




كيف تكون الأسرة الناجحة؟
ما هي آثار النقد على الطفل؟
كيف يثق الطفل بوالديه؟
كيف يتقبل الطفل التغيرات المفاجئة؟
هل العدالة والديمقراطية واجبة في الأسرة؟
ما هو الوقت المناسب لاستقلالية الطفل؟

معرفة الطفل تعني الاهتمام بحاجاته والاعتراف برغباته ومشاعره. وهذا ليس بالأمر السهل إذ يتطلب طاقة خاصة للاستماع إليه واستعدادًا من القلب والعقل لا يمكن توافرهما بسهولة.
          بين النظرية والواقع مسافة شاسعة! ولكن يبقى أن طفلك كائن فريد وهو يطلب أن نعامله باحترام. وحتى نكون قادرين على ذلك من الضروري بداية أن يحترم الوالد (الوالدة) نفسه ويحترم حاجاته بالإضافة إلى تنظيم الحياة الأسرية من أجل سيطرة جو من الثقة والأمان الضروريين لكل أفراد الأسرة. وهذا يحصل إذا تم اعتماد العدالة والديمقراطية التي تأخذ بالاعتبار عمر الطفل والقيم التي تودان (الوالدان) أن ينشأ عليها. يتم ذلك بتشجيع السلوك الطيب وتجاهل ما لا يستطيع استيعابه وعدم تشجيع السلوكيات السيئة وذلك بجعله يعيش نتائج هذه السلوكيات السيئة. ويكون ذلك باعتماد استراتيجيات حل المشكلات بدلاً من المواجهة والتفاوض دون تشجيع التمادي واستخدام الحجج ولكن السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره في إطار مقبول. هذا هو أساس كل نظام. ويمر الاحترام بالأفعال ولكنه يمر أيضًا بالكلام الذي نستخدمه في توجهنا للطفل. ومن أصعب الأمور التي يمكن أن يعيشها الطفل، وحتى أي إنسان، السخرية والنقد الدائمان «أنت لا تفهم شيئًا» «لن تنجح في أي شيء».
          وللنقد الجارح آثار تظهر على المدى البعيد وكذلك المتوسط والقريب أيضًا ويكون ذلك بأن يتمرد الطفل ويُظهر عدم الاهتمام. وبعد ذلك يبدأ بالكذب وإخفاء الأمور فينقطع الاتصال مع الأهل. وعلى المدى البعيد يبدأ بانتقاد نفسه بصورة دائمة ويصبح إما مكتئبًا أو مصابًا بالكف أو يصبح معارضًا ومتحديًا.
          يجب من وقت لآخر، التعبير عن تقديرنا للطفل «أنا معجبة بك سارة لأنك تقومين بوظائفك المدرسية وإن كانت صعبة». «لقد رتبت غرفتك بشكل رائع». «أنا أقدر تعاملك مع أختك بمحبة».
          يريد الآباء جميعًا أن يتصف أبناؤهم بالاستقلالية والمسئولية. من أجل ذلك، يجب إيجاد الجو المناسب لتفتح الطفل ويكون هذا بإلغاء التوتر غير الضروري، التحضير للتغييرات المحتمة والسماح بالخيارات. إن تحمّل الأطفال مسئوليات يزيد من قيمتهم بنظر أنفسهم. ولكن يجب أن تناسب هذه المسئوليات قدرات الطفل وإمكاناته.
          تقدير الطفل يعني أخذه بالاعتبار بشكل عام واحترامه وإيجاد جو من الفرح والثقة وصون كرامته.
مشاعر الوالدين
          يجعل الطفل الآباء والأمهات يعيشون مشاعر متنوعة، وإظهار هذه المشاعر بصعوبة أو بسهولة، يتوقف على الظروف والمزاج والتربية التي تلقوها.
          ومن هذه المشاعر: الفرح، الغضب، الخوف، العجز، الوحدة، الكرم، الشك، السلطة، العنفوان، العصبية.
          وينقسم الوالدان بين من يكبت هذه المشاعر كليًا، ومن يتحكم بهذه المشاعر، ومن يعبر عن هذه المشاعر دون تردد.
          ولكن ما ردات الفعل الانفعالية، التي تواجه بها سلوك طفلك؟
          الغضب، الارتياح، الهدوء...
          يشعر الطفل بتقدير الوالدين له إذا استطاع اللجوء إليهما.
          وحتى يستطيع الطفل أن يثق بوالديه عليهما:
·                          الحل من الوعود التي يقدمانها للطفل مع محاولة احترام هذه الوعود دائمًا.
·                          عدم إتاحة خيارات للطفل حيث يكونان غير مستعدين لتنفيذها.
·                          لا تتركا مزاجكما يتحكم بالقرارات المهمة المتعلقة بالطفل.
·                          خذا وقتًا للتفكير قبل أن تتخذا أي قرار يتعلق بسلوك الطفل.
ضرورة الشعور بالأمان
          الشعور باحترام الآخرين للطفل يمر بالشعور بالأمان، ويشعر الطفل بأنه محترم إذا شعر بالأمان.
          ويتناول الأمان الأبعاد التالية:
·  الأمان الجسدي: هناك قواعد للأمان الجسدي ضرورية للطفل حسب عمره. من أجل أن تتأكد أن طفلك سيكون بأمان في جميع الظروف، تأكد من الأشخاص الذين سيعتنون به أثناء غيابك، ودرّبه على مواجهة المخاطر المختلفة.
·  الأمان العاطفي: ويتناول التغييرات، التي ندخلها على حياة الطفل مثل الاستيقاظ والنوم والفروض المدرسية والطعام... إلخ.
          ويتناول التغيير أيضًا الأمور التالية:
          انفصال الوالدين، تغيير السكن، تغيير المدرسة، وفاة جد أو جدة، خسارة أحد الوالدين لعمله، ولادة طفل، دخول مستشفى، سفر أحد الوالدين، تغيير الحضانة أو الشخص الذي يعتني بالطفل، مرض... إلخ.
          كيف يمكن تحضير الطفل لهذه التغييرات وجعله يشعر بالأمان والثقة مع تحديد تعابير الأمان العاطفي الذي يحتاج إليه الطفل؟
          الخطوة الأولى تكون شرح الأمر للطفل وتقديم أسباب حصول هذا التغيير والاستماع إلى آرائه.
          ومن أجل مساعدة الطفل على تحمل ضغوط التغيير والتخفيف من هذه الضغوط، فإننا نقترح ما يلي:

·       نشاطات رياضية: (مسابقات رياضية، نزهات في الطبيعة،...).
·       نشاطات استرخاء: (استرخاء، تدليك...).
·       نشاطات اتصال بالآخرين: (نقاش، قراءة،...).
·       نشاطات إبداعية: (رسم، ألعاب، دمى،...).
          ونقترح عليك القيام بتمرين "التبصّر وتخفيف الضغوط" التالي:
قبل البدء بالتمرين يجب أن يكون الطفل مسترخيًا ومغمضًا عينيه.
          ويستلقي الطفل على الأرض أو على السرير، يجب أن يختار مكانًا يحبه أو يشعر فيه بالاسترخاء، تسحب جسمك كالهرة، تسحب الذراعين، الساقين، تتثاءب إذا أردت - تقول للطفل- وبعد ذلك، تشعر بأنك أصبحت لينًا طريًا: رأسك لين، رقبتك لينة، كتفاك لينتان، ذراعاك لينتان، ساقاك لينتان، وقدماك أيضًا.
          ستسافر ذهنيًا، تخيل أنك في الريف، في حقل من الأزهار. الطقس جميل ودافئ، الأزهار مختلفة الألوان ورائحتها زكية. تسمع العصافير تزقزق. تنام في الأعشاب وتشعر بالتراب تحت جسمك، التراب لين وحار، تقترب منك فراشة جميلة، إنها فراشة سحرية.
          تتكلم الفراشة معك وتسألك، إذا كنت تريد أن تصبح صديقًا لها وتصبح فراشة خفيفة. تقول: نعم، تصبح فراشة رائعة ملونة. تريد أن تطير لكن جناحيك ثقيلان. تنظر إلى جناحيك فترى كيسًا معلقًا بهما. تنظر في الكيس. فهو مملوء بالهموم وبالخلافات مع الرفاق والأهل وعلامات مدرسية سيئة وآلام.
          تحرّك جناحيك، فينفصل الكيس فجأة عنهما، ويسقط على الأرض، وهأنت قد تخلصت من مشاكلك. وهنا أنت حر في أن تطير. فتعمل على اللحاق بالفراشة وتتمتع بالطيران، وتلعب في الجو. كم أنت سعيد هكذا. من دون مشاكل! وأخيرًا ترجع على الأرض وتعود طفلاً. تودع صديقتك الفراشة وتفتح عينيك بهدوء».
          يسمح هذا التمرين لطفلك بأن ينتج صورًا تمنحه الاسترخاء الذهني والجسدي. ويضعه في جو من الأمان ويحرره من الضغوط.
اختبار للوالدين
أجب عن الأسئلة التالية:
1)    هل تقف عادة موقفًا إيجابيًا من نفسك؟
2)    هل تتقبل أن يخدعك الآخرون؟
3)    هل تتجنب أن تكون في المرتبة الثانية؟
4)    هل تخصص أحيانًا بعض الوقت لتدليل نفسك؟
5)    هل تحاول أن تحقق رغباتك الشخصية؟
6)    هل لديك أصدقاء مخلصون ومحبون؟
7)    هل تتجنب لوم نفسك معظم الأحيان؟
8)    هل ترفض أن يسخر منك الشريك؟
9)    هل ترفض أن يتوجه إليك أبناؤك بكلام جارح؟
10)                       هل ترفض تلقي الضربات؟
          إذا أجبت بنعم على ستة أسئلة أو أكثر، هذا يعني أن لديك ميلاً لاحترام حاجاتك وتصر على احترام الآخرين لك.

إقرأ أيضًا...
مشكلة الخجل عند الأطفال: أسبابها وعلاجها




هناك تعليق واحد: