ماذا بين حريم السلطان والتايتنك؟
هل يجوز لكاتب الدراما أن يختلق الأحداث التاريخية؟
التناقض بين الأقوال والأفعال ليس جديداً، واتهام الإعلام بأنه السبب في كل بلاوينا وإشكالياتنا أيضاً ليس جديداً، والهجوم الشرس الذي نشنه على أي فكرة أو مشروع جديد أمر في طبيعة الإنسان بشكل عادي، وضمن السمات الشخصية للإنسان العربي، على اعتبار أن الإنسان عدو لما يجهل.
والأمر هنا ليس جلداً للذات، وليس انتقاداً للسلوك العربي - حاشا وكلا – لكن بعد متابعة تقلبات المزاج وتباين المواقف من مسلسل حريم السلطان مثلاً، تبين أن كثيرين قد شنوا حملة شرسة وهجوماً بلا هوادة على المؤسسة المنتجة، وعلى فكرة المسلسل، لكن الحملة سرعان ما خفتت حدتها ببلوغ المسلسل عرض حلقته الخامسة ربما.
ولا ادعاء إن شيئاً قد تغير من الأسس التي انتقد المسلسل بسببها، فالمسلسل ما زال هو المسلسل، والفكرة ما زالت نفسها، والمغالطات تملأ العمل، والاعتراضات ما زالت قائمة من قبل الأتراك قبل العرب أو المتعصبين من العرب تحديداً، لكن الذي حدث أن سطوة الصورة التلفزيونية قد استحوذت على أذهان وعيون الكثيرين، فتحولوا إلى متابعين مدمنين، بعد أن كانوا متابعين متذمرين أو منتقدين!
وفي مساءلة على هامش المسلسل حول الكتابة التاريخية للتلفزيون، وإلى أي درجة يحق لكاتب الدراما التاريخية أن يشغل خياله في اختراع أحداث لم تكن موجودة أصلاً، وشخصيات لا أساس لها في الواقع التاريخي، وقد قال كثيرون من أهل هذه الصنعة بأن ذلك جائز وضروري، وقد تألقت أعمال كثيرة في هذا الاتجاه كالفيلم الأسطوري “التايتانيك” الذي صيغ كفيلم مرتكز على واقعة حقيقية، حبكت حولها قصة حب رومانسية بين شاب معدم وواحدة من بنات الطبقة الأرستقراطية، عشية غرق التايتانيك!!
تلك القصة الناعمة جداً، والتي منحت الفيلم روحه وتألقه ووصفة نجاحه، لا أساس لها من الصحة في واقعة غرق السفينة، وهي مقبولة جداً، لكن الأمر يختلف عندما يتعلق بسيرة رمز إسلامي يرتبط في الذهنية المسلمة بتاريخ طويل من الجهاد والفتوحات وسن القوانين وإحلال العدل ودولة الإنصاف، كما كان السطان القانوني، مع ذلك فالذين قادوا حملة الهجوم سرعان ما تلاشى صوتهم: هل ذلك لأن أحداً لم يلق لهم بالاً ؟ هل لأن المؤسسة مضت في عرضها وتحدتهم في تحقيق نجاح كاسح للمسلسل، هل وقعوا تحت سطوة جماليات الصورة والأحداث ؟ هل تلاشوا ضمن الجماهير التي تعلقت بالعمل؟ ربما، وربما لا!!
لكن التناقض الذي عنيته أن هناك كثيرين ممن انتقدوه قد تحولوا الى مدمنين على مشاهدته، والدخول في أوهام وخيالات وأحلام القصور والجواري والسلطان، هذا الحلم الأزلي لعديد من الرجال الذين يسكن في أعماق لا وعيهم سلطان عظيم يملك القصور والجواري، ويتحكم في مصائر العباد، لهذا فالعمل لا يقصد تشويه القانوني لكنه عمل بحرفية وقصدية تامة لاستغلال سيرة السلطان القانوني وتوظيفها لتحقيق هذا النجاح وتهافت شركات الإعلانات، وهنا يثور السؤال الاخلاقي:الى أي درجة يجوز ذلك؟
الحمد لله أن لا مجال لعودة عصر الجواري، ولا مجال لوجود سلطان يبدل زوجاته كما يبدل أغطية سريره كل يوم، والحمد لله أن الرجال ليس بإمكانهم تحقيق هذه الحياة المتخيلة لهم، والتي لا تعني سوى المزيد من الشقاء والعذابات لآخرين، لكننا سنطرح سؤالا آخر: ما الذي يراه الرجال في مسلسل حريم السلطان بالضبط إذا كان كل ما قلناه آنفاً ليس صحيحاً؟
ولا ادعاء إن شيئاً قد تغير من الأسس التي انتقد المسلسل بسببها، فالمسلسل ما زال هو المسلسل، والفكرة ما زالت نفسها، والمغالطات تملأ العمل، والاعتراضات ما زالت قائمة من قبل الأتراك قبل العرب أو المتعصبين من العرب تحديداً، لكن الذي حدث أن سطوة الصورة التلفزيونية قد استحوذت على أذهان وعيون الكثيرين، فتحولوا إلى متابعين مدمنين، بعد أن كانوا متابعين متذمرين أو منتقدين!
وفي مساءلة على هامش المسلسل حول الكتابة التاريخية للتلفزيون، وإلى أي درجة يحق لكاتب الدراما التاريخية أن يشغل خياله في اختراع أحداث لم تكن موجودة أصلاً، وشخصيات لا أساس لها في الواقع التاريخي، وقد قال كثيرون من أهل هذه الصنعة بأن ذلك جائز وضروري، وقد تألقت أعمال كثيرة في هذا الاتجاه كالفيلم الأسطوري “التايتانيك” الذي صيغ كفيلم مرتكز على واقعة حقيقية، حبكت حولها قصة حب رومانسية بين شاب معدم وواحدة من بنات الطبقة الأرستقراطية، عشية غرق التايتانيك!!
تلك القصة الناعمة جداً، والتي منحت الفيلم روحه وتألقه ووصفة نجاحه، لا أساس لها من الصحة في واقعة غرق السفينة، وهي مقبولة جداً، لكن الأمر يختلف عندما يتعلق بسيرة رمز إسلامي يرتبط في الذهنية المسلمة بتاريخ طويل من الجهاد والفتوحات وسن القوانين وإحلال العدل ودولة الإنصاف، كما كان السطان القانوني، مع ذلك فالذين قادوا حملة الهجوم سرعان ما تلاشى صوتهم: هل ذلك لأن أحداً لم يلق لهم بالاً ؟ هل لأن المؤسسة مضت في عرضها وتحدتهم في تحقيق نجاح كاسح للمسلسل، هل وقعوا تحت سطوة جماليات الصورة والأحداث ؟ هل تلاشوا ضمن الجماهير التي تعلقت بالعمل؟ ربما، وربما لا!!
لكن التناقض الذي عنيته أن هناك كثيرين ممن انتقدوه قد تحولوا الى مدمنين على مشاهدته، والدخول في أوهام وخيالات وأحلام القصور والجواري والسلطان، هذا الحلم الأزلي لعديد من الرجال الذين يسكن في أعماق لا وعيهم سلطان عظيم يملك القصور والجواري، ويتحكم في مصائر العباد، لهذا فالعمل لا يقصد تشويه القانوني لكنه عمل بحرفية وقصدية تامة لاستغلال سيرة السلطان القانوني وتوظيفها لتحقيق هذا النجاح وتهافت شركات الإعلانات، وهنا يثور السؤال الاخلاقي:الى أي درجة يجوز ذلك؟
الحمد لله أن لا مجال لعودة عصر الجواري، ولا مجال لوجود سلطان يبدل زوجاته كما يبدل أغطية سريره كل يوم، والحمد لله أن الرجال ليس بإمكانهم تحقيق هذه الحياة المتخيلة لهم، والتي لا تعني سوى المزيد من الشقاء والعذابات لآخرين، لكننا سنطرح سؤالا آخر: ما الذي يراه الرجال في مسلسل حريم السلطان بالضبط إذا كان كل ما قلناه آنفاً ليس صحيحاً؟
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق