الاثنين، 20 أغسطس 2012

عناد الأطفال بين الإيجابية والسلبية

هل يعتبر العناد مرضًا أو إعاقة أم اضطرابًا سلوكيًا؟
متى يبدأ سلوك العناد عند الطفل؟
هل عناد الطفل مفيد أم ضار؟
لماذا يلجأ الأطفال إلى العناد؟
كيفية التعامل مع عناد الأطفال وما هو العلاج؟

يشكو الكثير من الآباء والأمهات من عِناد أطفالهم ويغضبون كثيرا ًعندما يُصر أطفالهم على فعل عكس ما يأمرونهم به، وقد يَعتبر بعض الآباء أن ابنهم العنيد مريض أو عـاق لوالديه ولكن هذا الاعتقاد خاطئ فالطفل العنيد ليس مريضاً ولا عاقاً لوالديه. فالعناد عبارة عن سلوك مضطرب يقوم به الطفل كرد فعل لأوامر الكبار.

 بـداية ظــهور العنــاد:
يظهر العناد في سن مبكر من عمر الطفل بين سن السنتين والثلاث سنين حيث يشعر الطفل بأنه أصبح أكثر إدراكاً للأُمور بشكل يؤهله لاتخاذ قراراته بنفسه ورفض أي شيء لا يعجبه وهذه هي المرحلة الأولي للعناد.
وهناك مرحلة أخري للعناد تظهر في مرحلة المراهقة حيث يمارس الابن سلوك العناد كنوع من التعبير عن استقلاليته عن والديه.

هل كل العناد سلبي؟ أم أن هناك عناداً ايجابياً؟
ليس كل العناد سلبي بل هناك نوع من أنواع العناد يكون إيجابياً ألا وهو عناد "التصميم والإرادة" فنجد مثلاً الطفل يصر على تركيب لعبة معينة ويغضب إذا عجز عن القيام بذلك، وهذا النوع لابد أن يُشَجع ويُدَعم من قِبل الأبوين لما يترتب عليه من ترسيخ مبدأ المحاولة حتي النجاح بداخل الطفل.
أما العناد السلبي فهو الذي يصدر عن الطفل دون وعي أو تفكير في العواقب المترتبة على ذلك كإصرار الطفل على زيارة بيت جدته في وقت متأخر من الليل مثلاً دون أن يعي أن هذا الوقت غير مناسب للزيارة لما يترتب عليه من إزعاج جدته وهنا لابد ألا يوافق الأبوين على ذلك ولكن عليهما أن يتحدثا اليه بهدوء وبدون انفعال. ومن العناد السلبي أيضاً معاندة الطفل لنفسه أحياناً كرفضه للطعام الذي تعرضه عليه والدته على الرغم من جوعه ولكنه يرفضه لمجرد رغبته في مخالفة الأم مع أنه يعذب نفسه بذلك.

 لماذا يلجأ أطفالنا إلى العناد؟
يلجأ أطفالنا إلى العناد لعدة أسباب منها:
·       محاولة الطفل إثبات ذاته: فنجد الطفل يجادل في كل شيء محاولاً فرض رأيه الذي يراه مناسباً.
·       استبداد الآباء وتدخلهم في كل  صغيرة وكبيرة في حياة الطفل وعدم إعطاءه مساحة من الحرية.
·       معاملة الطفل معاملة جافة وإملاء الأوامر عليه بصفة مستمرة.
·       محاكاة الطفل لأبويه: فنرى الطفل مصراً على رأيه متشبهاً بأبيه وأمه اللذان يصران على أن يفعل شيئًا ما فيري الطفل أنه كما أنهما يطلبان منه تنفيذ شيء معين فمن حقه هو ايضاً قبول هذا الأمر أو رفضه.
·       توجيهات الآباء المثالية للطفل دون النظر إلى واقِعه وظروفه، كأن تطلب الأم من الطفل ألا يصدر صوتاً وهو يلعب مما يتنافي مع طبيعة الطفل في اللعب.
·       استجابة الآباء لسلوك العناد الصادر من الطفل وتلبيتهم لرغباته نتيجة لعناده فكل ذلك يدعم سلوك العناد لديه ويصبح أحد الأساليب التي تمكنه من تحقيق رغباته.
كيف نتعامل مع الطفل العنيد؟
هناك بعض القواعد التي يجب على الأبوين مراعاتها في التعامل مع الطفل العنيد والتي تساعده على التخلص من سلوك العناد وتلك القواعد هي:
·       معاملة الطفل معاملة حسنة والتحدث إليه بشكل هادئ فالطفل يرفض اللهجة الجافة ويتقبل الأسلوب اللطيف.
·       مراعاة الأبوين لنفسية الطفل وحرصهما على تخصيص وقت يومي لمشاركة الطفل بعض الألعاب والمهارات، فذلك من شأنه أن يُقوي شعور الطفل بحب واهتمام والديه به مما يساعد على استجابته للتوجيهات بشكل أفضل.
·       موازنة الأبوين بين الرفق والحزم: فلا يجب أن يكونا متراخيين أو حادين أكثر من اللازم، فتراخي الأبوين ينتج ابناً متمرداً ليس لكلام أبويه أي تأثير عليه، وتحكم الأبوين الدائم في الطفل يُضعف شخصيته لذا يفضل إعطاء الطفل مساحة من الحرية في الأمور الخاصة به التي لا يترتب عليها ضرر كاختياره للملابس التي يريد أن يرتديها مثلاً (شرط أن لا تنافي الدين والأخلاق). فبذلك يشعر الطفل بأنه قادر على تكوين رأي واتخاذ قرار.
·       تشجيع الطفل ومدحه عندما يتصرف بشكل جيد ومكافأته بلعبة صغيرة أو قطعة حلوي يحبها على أن تكون المكافأة مُقننة حتى لا يعتاد الطفل على ذلك.
·       ثبات الأبوين على مبدأهما في التعامل مع الطفل وذلك بالاتفاق مسبقاً فيما بينهما على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح، فمن الخطأ أن يُؤمر الطفل بفعل شيء ما ثم يُنهى عن فعله فيما بعد أو تأمره الأم بفعل شيء في نفس الوقت الذي ينهاه الأب عن فعله فذلك سيجعل الطفل ينحاز إلى الرأي الذي يناسبه.
·       تجنُب إعطاء الطفل أوامر كثيرة في نفس الوقت ولكن يُكلف بعمل شئ واحد فقط على أن يكون هذا الشيء خاصًا به، كتكليفه بترتيب غرفته بعد انتهائه من اللعب مثلاً.
·       معاقبة الطفل بحِكمة وبدون انفعال و اختيار نوع العقاب الذي يتفق مع طبيعة شخصية الطفل، فالعقاب يختلف في تأثيره من طفل لآخر فالحرمان من شيء محبب قد يأتي بنتيجة مع طفل ولا يأتي بنتيجة مع آخر بل يمكن أن يزيد من عناده. ولا ينبغي أبداً استخدام الضرب والشتائم كوسيلة للعقاب فإنها لن تُجدي وإنما ستُشعر الطفل بالإهانة.
·       ألا يوصف الطفل بالعناد على مَسْمَع منه وألا يُقارن بأطفال آخرين كأن نقول له فلان ليس عنيد مثلك فذلك يساعد على تأصيل سلوك العناد لديه.
·       عند ظهور العناد في مرحلة المراهقة لابد أن يتسم الأبوين ببعض الحكمة ويعاملان الابن بشيء من التفاهم والإقناع حتى يتراجع عن عناده ويعلم أن العناد ليس هو الوسيلة الصحيحة لتحقيق ما يريد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق