الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

• جراحات السمنة بالروبوت


         المدير الطبي لمعهد ميسيتا: الإنسان الآلي أدق من اليد البشرية في جراحة السمنة للوصول إلى الأماكن الصعبة داخل الأمعاء
         "كنت مكتئبًا وبلا هوية، وأصبحت الآن شخصًا جديدًا في هذا المجتمع"، هذه كلمات دايفيد نيكولاج، وهو ألماني أجرى عملية جراحية باستخدام الإنسان الآلي للتخلص من الوزن الزائد. وهذه تقنية تشهدها مصر والمنطقة العربية للمرة الأولى بحسب قول البروفسور رالف سينر  Ralf Senner، رئيس قسم الجراحة بمعهد ميسيتا في ألمانيا، والمتخصص في الجراحات المستعينة بالإنسان الآلي.

         لقد تمكن الجراح العالمي سينر، الذي أجرى أول عملية باستخدام الإنسان الآلي عام 2003، من تطوير جراحات السمنة باستخدام إنسان آلي، لتصغير المعدة بإعادة تشكيلها بعد استئصال الجزء الزائد من المعدة بالطول، و يشمل مركز الجوع، لتعود المعدة إلى حجمها الطبيعي.
         وعن كيفية الاستعانة بالإنسان الآلي في هذه العملية، يقول رالف إنه يتم تحديد حجم المعدة الجديد بقياسات معينة، عن طريق إدخال أنبوب من الفم بقطر 10 أو 12 ملليمترًا إلى داخل المعدة لتصبح الباترون الذي يقوم الطبيب بتفصيل المعدة حوله من خلال الإنسان الآلي، وكاميرا فيديو، وجهاز دباسة، يتم إدخالهما من خلال أربع فتحات صغيرة بالبطن لا تتعدى الواحدة 1 سم.
         ويقوم رالف، الذي يتابع ما يحدث عبر شاشة خارجية، بإعطاء أوامر كودية للإنسان الآلي يتحرك من خلالها لاستشعار ذلك الأنبوب وشدة المعدة حوله، لتصبح مطابقة لمقاس الأنبوب، ثم يتم إدخال جهاز جديد متطور «الدباسة» يقوم بثلاث وظائف في وقت واحد (القص – الكي – التدبيس) من دون أي نزيف لقطرة دم، والتأكد من إحكام المعدة تمامًا وعدم وجود تسريب من داخلها عن طريق اختبار يقوم به الطبيب. «جراحات الإنسان الآلي هي ثورة في عالم الجراحات» بحسب قول رالف، فاستخدامه في جراحات السمنة، على سبيل المثال، يجعل إجراءها أدق من اليد البشرية، ويوفر المناخ الأمثل لإجراء العملية، نظرًا لإمكانية وصول الإنسان الآلي للأماكن الضيقة والصعبة وغير المتاحة لليد البشرية داخل الأمعاء.
         واستخدام الإنسان الآلي يقلل كذلك، كما يضيف رالف، من الوقت المستغرق للعملية؛ التي لا يتجاوز إجراؤها ساعتين، ولا تحتاج أكثر من ثلاثة أيام بالمستشفى. وبعد العملية بأسبوع، يستطيع المريض أن يعود لحياته الطبيعية وممارسة الرياضة، لافتًا إلى أن عملية تصغير المعدة بالطول تتميز عن غيرها من عمليات التخلص من الوزن الزائد باستئصال الجزء الزائد المتسع الذي يؤثر على وظائف التنفس نتيجة ضغطها على الحجاب الحاجز. كما تتميز العملية الجراحية، بحسب رالف، بعدم عودة الوزن الزائد مرة أخرى؛ لأن الجزء المستأصل يحتوي على مركز الإحساس بالجوع داخل المعدة، ويجعل معدل الإحساس به مطابقًا لحجم المعدة الجديد. وفي الوقت نفسه، لا يتم غلق مجرى الطعام الطبيعي للمعدة؛ وبالتالي يستقر الطعام في مكانه الطبيعي بعيدًا عن المريء، فلا يشعر المريض بالقيء.
"كنت دائمًا أشعر بالجوع ولم يساورني يومًا شعور بالشبع"، هكذا يروي دايفيد حالته قبل إجراء جراحة السمنة المستعينة بالروبوت، مؤكدًا أنه عقب إجراء العملية كانت هناك ثلاث مراحل ضمن برنامج غذائي متكامل: أولاها تناول الفاكهة والسوائل (الشوربة – عصائر طبيعية) لمدة ثلاثة أسابيع، والمرحلة الثانية شملت تناول أطعمة خليط بين السوائل وأطعمة أخرى. وفي المرحلة الثالثة بدأ في تناول الأطعمة بمختلف أشكالها، مع ممارسة الرياضة للحفاظ على فقدان الدهون وعدم ارتخاء العضلات. وهو ما جعله يفقد 80 كيلو في ثمانية أشهر. وبعد مرور ثلاثة أعوام على إجراء العملية، أصبح وزنه 77 بدلاً من 167 كيلو.
نادية الدكروري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق