يصنف
فقدان السمع أو الصمم عمومًا في المرتبة الثانية بعد التهاب المفاصل في قائمة
الإعاقات بين البشر، كما تشير دراسة نشرت عام 2010 بدورية أبحاث السمع Hearing Researchوفي أحيان كثيرة يعرض الصمم مرضاه إلى العديد من
الحوادث لانقطاع صلتهم بالواقع المحيط عبر فقدانهم حاسة السمع.
ويعرف
فقدان السمع بتقدم العمر بصمم الشيخوخة presbycusis ، حيث
يفقد المسن حاسة السمع تدريجيًا بتقدمه في العمر وصولا إلى الصمم التام، ويعاني
نصف المسنين فوق سن السابعة والخمسين من إحدى درجات الصمم، وتبعًا لدراسة نشرت في
دورية علم الأوبئة
Annals of Epidemiology عام 2010، فإن فرصة إصابة البشر فوق سن الخامسة والستين بفقدان السمع
تبلغ نسبة 30 في المائة تقريبًا، ويرجع ذلك إلى تلف الشعيرات الدقيقة داخل الأذن، والتي تلتقط
الموجات الصوتية فتحولها إلى إشارات عصبية ترسل إلى المخ الذي يترجمها إلى أصوات
مسموعة، والمعروف أن خلايا الشعر لا تعاود النمو أو التجدد، مما يجعل معظم أنواع
فقدان السمع أو الصمم من الإعاقات الدائمة، ويوجد العديد من الأسباب التي تسبب صمم
الشيخوخة مثل العوامل الوراثية حين يوجد تاريخ عائلي للمرض، وتكرار التعرض للضوضاء
الصاخبة في أجواء الحفلات الموسيقية أو الاستخدام المبالغ لسماعات الرأس في مشغلات
الموسيقي، والتعرض لبعض الأدوية والعلاجات ذات الآثار الجانبية الضارة، والتدخين،
كما وجدت العديد من الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية التسعينيات ترابطًا
بين أمراض القلب والأوعية الدموية وفقدان السمع، فقد كان كبار السن الذين يعانون
من أمراض القلب والشرايين أكثر عرضة بنسبة 52 في المائة لفقدان السمع من غيرهم،
فمعظم حالات الصمم في كبار السن تبدأ من قوقعة الأذن في الأذن الداخلية، فهي تحتوي
على كثير من الأوعية الدموية التي يغذيها شريان واحد، وعندما يتأثر انسياب الدم
والأكسجين إلى قوقعة الأذن فإنها تتلف تدريجيًا ويتعطل عملها، وقد ينخفض انسياب
الدم إلى قوقعة الأذن بسبب التهابات الأوعية الدموية في حالات مرضي السكري كما في
حالات مرضى القلب والشرايين. ويشير خبراء التغذية إلى أن العادات الغذائية غير
الصحية مثل كثرة تناول الدهون المشبعة تزيد من فرص الإصابة بأمراض الشرايين عند
التقدم في العمر، وأن دراسات التغذية الحديثة تشير إلى تحسن صحة الشرايين والأوعية
الدموية عن طريق احتواء الغذاء على الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية.
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق