الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

• أسرار العلاقة بين الدماغ والحلوى


المخ يبرر الطمع في حلوى يتناولها الآخرون من أجل الأمان والتعلم
         إليك ما ينصح به العلماء: عندما تجد نفسك تشتهي قطعة حلوى في أيدي الآخرين، لا تقاوم، فليس بإمكانك أن تمنع ذلك، فالأمر محسوم علميًا! ففي دراسة جديدة استطاع علماء فرنسيون تحديد أجزاء المخ المسئولة عن إثارة الرغبة في الحلوى بشكل دقيق، حيث تفسر النتائج التي توصلوا إليها السبب الذي يجعل من الأشياء، خصوصًا الحلوى في هذه الحالة، أكثر جاذبية لكونه ينتمي لشخص آخر.

         قام الباحثون بتتبع فكرة الرغبة في الحلوى التي تخص الآخرين (الطمع) عن طريق مرآة نظام الخلايا العصبية في الدماغ، وحيث إن الخلايا العصبية هي المسئولة عن نقل المعلومات من داخل الدماغ إلى باقي أجزاء الجسم، بالتالي فإن مرآة الخلايا العصبية تصبح أنشط عندما يقوم الشخص بعمل ما أو عندما يرى الإنسان شخصًا يقوم بفعل ما، فهذه الخلايا هي التي تساعد الشخص على اكتساب القدرة على تعلم أشياء جديدة، فالطفل يتعلم عندما يرى والديه وهما يمارسان سلوكيات بعينها، والفضل يعود لمرآة الخلايا العصبية، وقد ساعد هذا الكشف أيضًا في تفسير ظاهرة انتقال عدوى التثاؤب من شخص لآخر.
         إن تقليد ومحاكاة الآخرين ورغبتنا فيما يرغبون يساعدنا في التعلم، وصرح عالم النفس بالمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية بباريس «ماثيوس بيسيجيليو»: بينما كان يعمل على دراسة جديدة، بأن حالة الطمع في حلوى تخص آخرين تشير إلى رغبة غريزية في الإنسان لكي يحصل على طعام آمن، على اعتبار أن تناول ما يتناوله الآخرون بشكل آمن على سبيل المثال يساعدنا في تجنب التسمم الغذائي.
         على ضوء التجربة قام بيسيجيليو وفريقه بالإيعاز لبعض المتطوعين بمشاهدة بعض مقاطع الفيديو، بعضها يصور قطعة حلوى منفردة فقط والبعض الآخر به مشهد يصور يدًا بشرية تمتد لتصل إليها، وقام المتطوعون عقب مشاهدة مقاطع الفيديو بتوضيح درجة رغبتهم في الحلوى في كل من الحالتين، وأسفرت نتيجة هذا الاستبيان أن الرغبة في الحلوى قد زادت كثيرًا عقب مشاهدة لقطات الحلوى التي تتقدم إليها اليد البشرية.
         وفي مرحلة لاحقة استبدل العلماء الحلوى بأغراض وأشياء أخرى مثل لعب الأطفال وبعض الأدوات والملابس، والمفاجأة أنهم توصلوا للنتائج نفسها. فأثناء قيام المتطوعين بمشاهدة مقاطع الفيديو تم تسجيل النشاط الدماغي لهم، وعليه أفاد العلماء بأن هناك نظامين للمخ أصبحا نشطين أثناء التجربة، أحدهما هو مرآة الجهاز العصبي، أما الآخر فهو نظام تقييم المخ لقيمة الشيء. فعلى سبيل المثال تكتسب قطعة الحلوى في يد أحد الأشخاص قيمة أكبر من قطعة حلوى عادية لا يطلبها أحد. وأظهر مسح الدماغ أن النظامين متواصلان ببعضهما البعض، وأن العلاقة بينهما تكتسب طابعًا أكثر قوة لدى الأشخاص الذين يرغبون بالحلوى الخاصة بالآخرين، وكلما كان التواصل بين النظامين قويًا كلما زادت رغبة الشخص. أثارت الدراسة الجديدة العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير وصلات الدماغ على سلوك الإنسان، وهو ما دفع الباحثين لدراسة وبحث إمكانية استخدام تجارب مشابهة لدراسة النشاط الدماغي للمصابين بالتوحد، الذين يبدون اهتمامًا أقل بالتفاعل مع الآخرين بشكل عام.
هبة محفوظ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق