قد يتناول بعض الأطفال نفس الطعام فيصاب أحدهم
بالحساسية دون الآخرين، ويرجع ذلك إلى نظام المناعة لدى الطفل المصاب، فلسبب ما في
نظام مناعة الجسم الذي يتولى حماية الجسم من الميكروبات والجراثيم الضارة، يهاجم
النظام المناعي مكونات داخل بعض الأطعمة وكأنها خطر يقترب من الجسم
ويبدأ الجسم
في تصنيع الأجسام المضادة Antibodies التي تلتصق بخلايا الجهاز المناعي المعروفة بالخلايا البدينة Mast
Cells، والخلايا البدينة هي خلايا تحتوي على العديد
من الحبيبات الغنية بالهستامين والهيبارين ورغم دورها كمسبب للحساسية، إلا أن لها
دورًا مهما في التئام الجروح والدفاع عن الجسم ضد مسببات الأمراض، وتفرز الخلايا
البدينة العديد من المواد الكيميائية، مثل الهستامين، والذي يسبب تلك الأعراض التي
يعاني منها المصابون بالحساسية، مثل حكة الجلد وظهور درنات على الجلد تشبه لدغات
النحل، وحدوث تقلصات في المعدة، والغثيان والإسهال، وضيق الحلق وتورم الشفتين
واللسان، وكذلك صعوبة التنفس، وهناك الكثير من الأطعمة المسببة للحساسية لدى
الأطفال صغار السن مثل اللبن والبيض والفول السوداني والمكسرات، ينضم إليها في
الأطفال الأكبر سنًا الأسماك والمحار، وقد تتطور حساسية الأغذية إلى نوع من
الحساسية المفرطة
Anaphylaxis، والتي تؤدي إلى صعوبة في التنفس، وانخفاض في
ضغط الدم، وتباطؤ في ضربات القلب، وفشل في وظائف الكلى، وقد تتطور إلى فقدان للوعي
يعقبه الوفاة، وتتطلب الحساسية لخطورتها إلى الحصول على مساعدة عاجلة، حيث تصل نحو
30 ألف حالة إلى غرف الطوارئ والعناية الفائقة سنويًا بسبب الحساسية الشديدة
للغذاء، كما يعاني 8 % تقريبًا من الأطفال، و4 % من البالغين في الولايات المتحدة
الأمريكية وحدها من حساسية الأغذية، وتؤثر حساسية الأغذية على مختلف البشر بمختلف
الطرق، فقد تكون أعراضها معتدلة مع البعض، في حين تشتد أعراضها مع البعض الآخر،
ولا يحتاج ظهور الحساسية إلى تناول كميات كبيرة من الطعام المسبب لها، ففي بعض
الأشخاص تظهر أعراض الحساسية لديهم بمجرد لمسهم أو استنشاقهم لرائحة ذلك الطعام،
وفي بعض الحالات عند الاختلاط بأشخاص تناولوا مثل ذلك الطعام من وقت قصير، ويشير
الأطباء إلى ارتباط حساسية الأغذية بتناول الأطعمة المختلفة في سن مبكرة، ففي
إنجلترا وأستراليا حيث ترتفع نسبة الأطفال المصابين بحساسية الفول السوداني، تهتم
الأمهات بتقديم زبدة الفول السوداني إلى أطفالهم منذ الصغر، كما يكون الطفل أكثر
عرضة للإصابة بتلك الحساسية إذا كان أحد الوالدين أو كليهما مصابا بها، ويستدل
الأطباء على وجود التحسس من نوع ما من الأطعمة لدى الطفل عن طريق المتابعة الدورية
وظهور أعراض الحساسية لدى تناوله لتلك الأطعمة، أو عن طريق وخز الجلد بقطرات سائلة
تحتوي على مكونات تلك الأطعمة لتصل إلى البشرة تحت الجلد.
موضوع رائع
ردحذفالمزيد حول الاغذية الصحية , على موقع صحة العائلة العربية
موضوع رائع
ردحذفللمزيد حول الصحة العامة و التربية للابناء
صحة العائلة العربية