الجمعة، 5 أكتوبر 2012

• جسم الإنسان بالأرقام



         لدى الإنسان من الـ «دنا» ما يكفي للوصْل بين الأرض والقمر 260000 مرة. تمثل الصبغيات الـ 46 التي تحمل الجينوم البشري، مع بضعة ميكرومتراتها، شكلًا مكثَّفًا للـ «دنا». إذا ما بُسِطت لوالبها المزدوجة  doubles hélices ، طرفًا لطرف، فسيبلَغَ طولُ كل منها 2 متر, إلا أنها موجودة في خلايا الجسم كلها، أي نحو 50000 مليار خلية إذا استثنينا نحو 25000 مليار كرية حمراء، التي تخلو من الـ «دنا» لدينا، إذن نحو 100 مليار كيلومتر من النوكليوتيدات nucléotides، أي ما يساوي المسافة أرض – قمر 260000 مرة!

         يحوي الجسم البشري بكتيريا أكثر من الخلايا. نتشكل، على الأقل، بنسبة 90% من البكتيريا! يضم جسم الشخص الراشد في الواقع نحو 75000 مليار خلية، مقابل أكثر من 10 أضعاف هذا الرقم من البكتيريا. النسبة أقل ارتفاعًا عند الطفل، لأن تنوع وعدد البكتيريا يزداد عندما يتقدم البدن في العمر، بالتماس مع البيئة والتغذية.. وهكذا، تختار عدة آلاف من الأنواع مأوى في الجسم البشري وتكوّن فيه منظومات بيئية حقيقية شيئًا فشيئًا، حتمية للهضم، والمناعة، ونمو الأمعاء. يميل بعض العلماء حتى إلى النظر إليها على أنها عضو كامل. يقيم القسم الأكبر من البكتيريا في الجهاز الهضمي، ولكن نجدها في كل أجزاء الجسم المفتوحة على الخارج: الجلد، والعينين، والأنف والعضو التناسلي.
         يستبدل جسمنا عدة ملايين من الخلايا كل ثانية في كل يوم، يستبدل جسمنا، المركب من أكثر من 75000 مليار خلية، 300 مليار خلية! يعني ذلك أنه يستبدل 4 ملايين خلية في كل ثانية! تستبعَد بذلك الخلايا التالفة والمتقدمة في العمر كثيرًا، وفقًا لإيقاع خاص يتعلق بكل نمط من الخلايا: تعيش الكريات الحمراء مائة وعشرين يومًا، ولا تعيش الخلايا التي تبطن المعدة أكثر من خمسة أيام ،بينما تتجدد خلايا الجلد كل أسبوعين تقريبًا. وهنالك أكثر من مائتي نمط من الخلايا! «يجعل هذا التعقيدُ كل تقدير أمرًا صعبًا. يبدو الرقم 3 إلى 4 ملايين خلية جديدة في الثانية صحيحًا، لكن هامش الخطأ ضخم. يمكن أن يكون العدد الحقيقي أكبر أو أصغر بعشر مرات»، حسب توضيح "يوناس فريسن"  Jonas Frisén، الباحث في Karolinska Institutet  في استوكهولم. نجح فريقه في تأريخ عمر خلايا الجسم بواسطة الكربون 14. الحصيلة: تعيش خلايا الهيكل العظمي عشر سنوات، وتعيش خلايا عضلات التنفس خمس عشرة سنة، أما الخلايا العصبية (العصبونات) كلها فعمرها عمر صاحبها، وهذا برهان على أنها قليلة التنكّس. وفيما يتعلق بخلايا القلب، فإن 1 في المائة منها يستبدَل كل سنة واحدة عند شخص بعمر 20 سنة، لكن التجدد لا يمنع شيخوخة الخلايا، الذي يسجل في الـ «دنا» كل منها و«يتراكم» مع كل انقسام.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق