الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

• السجاد الإسلامي: مزاياه، أهميته، أنواعه



يتصف فن صناعة السجاد بمجموعة متنوعة من أشكال الزخرفة الإسلامية من نباتية وحيوانية وهندسية وكتابية، بالإضافة إلى الآدمية، مما جعل له فعل السحر في الاستحواذ على إعجاب الناس بالسجاد، وجعلهم يتباهون  بصناعتهم له أمام الأمم الأخرى وبحيازتهم له.. والمتاحف الشرقية والغربية والبيوت والمساجد.. تحكي عظمة هذا الفن وروعته.

          كان اهتمام الخلفاء عظيماً بصناعة النسيج، لذلك أقاموا «دور الطراز»، في جميع ولايات دولة الخلافة الإسلامية، واستحدثوا وظيفة باسم «صاحب الطراز»، بالإضافة إلى ما ذكر فقد أولى الخلفاء والحكام الدعم والتشجيع والرعاية للفنانين، ووفروا المواد والأدوات اللازمة لصناعة السجاد.
بداية صناعة السجاد في البلدان الإسلامية
·      السجاد المملوكي:
          بدأ إنتاج السجاد في العصر المملوكي بمصر في الربع الأخير من القرن الخامس عشر وأول القرن السادس عشر، ومن مميزاته أن له صوفاً لامعاً، معقوداً على سداة من الحرير، كما امتاز بوجود اللون الأحمر والأخضر والأزرق، بالإضافة إلى وجود زخارف هندسية ونباتية منثورة بدقة على الأرضية حول الجامة (الجامة شكل زخرفي نباتي أو هندسي) في الوسط، وتشهد على مهارة وذوق رفيع.
·      السجاد الدمشقي:
          أما السجاد الدمشقي فترتكز زخارفه على الفروع النباتية والمراوح النخلية، وأشكال الثريات وزهور القرنفل والسوسن، وأوراق الشجر بأسلوب مرتب ومكرر.
·      السجاد الإيراني:
          وأهم أنواع السجاجيد الإيرانية ما أنتج في مدينتي تبريز وقاشان وهي تتكون من أزهار وفروع نباتات، ذات ألوان حمراء وزرقاء وصفراء وألوان رمادية وبيضاء.
          وهناك نوع نفيس من السجاجيد الإيرانية، مصنوع من الحرير، ومحلى بخيوط من الذهب والفضة، وهو من منتجات البلاط بأصفهان «نهاية القرن العاشر الهجري».
          وتكمن شهرة السجاد الإيراني في جماله، وبديع ألوانه، وتناسقه، وحسن توزيعه ودقة زخرفته من جهة، ومن جهة ثانية إلى العناية بنوعية صوفه.
·      السجاد التركي:
          بلغت صناعة السجاد في أزمير بتركيا أوجها في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، وأصبحت تركيا قاعدة مهمة لتصدير السجاد إلى أوربا، فقصور المدن الإيطالية، وكنائسها، تحتوي حتى يومنا هذا على تحف ثمينة من السجاد التركي القديم، وقد رسم كثير من الفنانين الإيطاليين، والهولنديين، لوحات فنية، لتلك السجاجيد التركية.
·      السجاد الهندي:
          يعود تاريخ صناعة السجاد في الهند، إلى عهد المغول الذين دخلوها في عام 1510 م، حيث أقدم الأباطرة المغول على استقدام نخبة من الفنانين والحرفيين من جميع أنحاء الإمبراطورية الإسلامية وتشجيعهم على الاستقرار لتوطيد صناعتهم فيها، وكانت الأكثرية من الفنانين الإيرانيين، لذلك كانت السجاجيد المغولية في القرنين العاشر والحادي عشر للهجرة، متأثرة بزخارف السجاجيد الإيرانية وألوانها. وفي المتاحف والمجموعات الفنية أمثلة من منتجات الهند في هذا المجال.
          بعد ذلك استطاع الصناع المغول التحرر من التأثيرات الإيرانية، وقاموا باستحداث أسلوب مغولي خاص يقوم على رسم صور طيور ومناظر الزهور والحدائق والصيد، وظهرت كذلك صور لأشخاص وحيوانات خرافية على السجاد.
·      السجاد القوقازي:
          ويتصف السجاد المصنوع في بلاد القوقاز بأنه مصنوع من الصوف الخالص وتصاميمه مكونة من أشكال هندسية يظهر فيها أحياناً صور بشرية أو حيوانية.
          ويمكن تقسيم السجاجيد القوقازية إلى أنواع عدة، حسب المراكز التي صنعت فيها، ومن أهم هذه الأنواع، سجاجيد «كازاك» و«داغستان»، و«شروان وكوبا».
          ولكل إقليم في أذربيجان سمات وخصائص يمتاز بها في تزيين السجاد وحجمه وشكله وملمسه الخارجي وألوانه. وبفضل جودته وتنوعه لا يخلو أي متحف عريق في العالم أو أي بيت لأحد الأثرياء من وجود سجادة أذرية تزين جدرانه أو أرضه.
          وقد حافظ الفنانون الأذريون المعاصرون في حياكتهم للسجاد على التقاليد الشعبية والرسومات والزخارف التي كانت سائدة في الماضي وطوروها ونشروها في العالم.
·      السجاد الأندلسي:
          كما اشتهرت الأندلس بصناعة السجاد في القرنين الخامس والسادس بعد الهجرة، ولكن أقدم ما نعرفه من السجاجيد الأندلسية يرجع إلى القرن الثامن الهجري، ومنه النوع المعروف باسم السيانا جوج، وكنموذج معروف من هذا النوع سجادة كانت محفوظة في الجناح الإسلامي من متحف برلين.
          ومن السجاجيد الأندلسية التي تعزى إلى القرن التاسع الهجري نوع يمتاز بزخرفة من أشكال هندسية مثمنة تضم رسوم نجوم كثيرة الأطراف وأرضية حمراء، وإطاراً أزرق داكناً.
          وكان لطرد العرب من غرناطة في عام 1492 م، الأثر البليغ في هذا الفن، الذي أصبح فيما بعد، يُعد من الصناعات الأوربية.
·      السجاد المغربي:
          أما صناعة السجاد في بلاد المغرب فقد تأثرت بالنماذج الأندلسية التي كادت تختفي معظم تحفها الأصلية، مما يتعذر معه إيضاح مميزاتها، كما تأثرت في العصور الحديثة بالنماذج الأناضولية التركية.
          أخيراً بالرغم من ارتفاع أثمانه وطغيان الآلة على المهارات والإبداعات الفنية، مازال السجاد الإسلامي المنسوج والمحاك باليد، يحتفظ بقيمته الفنية والتاريخية.. يزداد جمالاً وقيمة عاماً بعد عام.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق