إن الهدف الأساسي من وراء وهب الأعضاء هو شفاء
المرضى عن طريق زرع عضو سليم في جسد المريض، باستبداله بالعضو التالف. لذلك، يعتبر
وهب الاعضاء معجزة حقيقية بكل معنى الكلمة لمساهمته في رسم بداية جديدة لمرضى فقدوا
كل امل بالحياة.
يقوم المتبرعون الأحياء ذوو الصلة بالتبرع بأعضائهم
إلى أفراد العائلة أو الأصدقاء المرتبطين بهم بعلاقات مودة. وتتضاءل مخاطر الجراحة
أمام المكاسب النفسية المقترنة بعدم فقدان عزيز لديهم، أو عدم رؤية الأحباء وهم يعانون
من التداعيات القاسية للانتظار على اللائحة.
وهنالك من يقومون بالتبرع بشكل خيري، أي
التبرع لشخص لا يعرفه المتبرع حق المعرفة. ويفضل بعض الأشخاص القيام بذلك حبًا للتبرع
في حد ذاته من دون أي غرض آخر. ويفضل البعض التبرع بأعضائهم لأي شخص في قائمة
المرضى، بينما يختار البعض الآخر طريقة ما لاختيار المتلقي بناءً على معايير تشكل أهمية
بالنسبة لهم.
إضافة غلى ذلك، يقوم البعض بتبرع مدفوع الأجر،
بحيث يحصل المتبرعون على أموال أو أي تعويض آخر في مقابل الأعضاء التي تبرعوا بها.
يعد هذا النوع من التبرع شائعًا في بعض مناطق العالم، سواء تم بصورة شرعية أو غير شرعية،
وهو أحد أهم عوامل السياحة الطبية. ويسمح في بعض الدول للمواطنين ببيع الكلى أو
الأعضاء الأخرى في الجسم بصورة قانونية، ويتراوح السعر السوقي ما بين 2000 إلى
4000 دولار أمريكي لكل عضو. ولكن، تحظر بعض القوانين في دول محددة بيع وزراعة الأعضاء
البشرية.
المحاذير
الطبية:
المحاذير الطبية تتركز على إثارة مخاوف عند المرضى
من التعرض لمخاطر أثناء العملية، وقبلها أو بعدها، ومن ذلك: عدم إجراء تحاليل التطابق
النسيجي بصورة جيدة، مما يؤدي إلى رفض الجسم للعضو لاحقًا، أو إجراء الجراحات في أماكن
لا تشتمل على المعايير الطبية العالمية، أو إصابة المتبرع بأمراض قد تخفى على المريض،
وبالتالي، ينقل المرض إلى المريض، وبذلك تسوء حالته بدلاً من أن يشفى.
يعد طب زراعة الأعضاء واحدًا من أكثر مجالات الطب الحديث صعوبةً وتعقيدًا. وتتمثل
بعض أبرز جوانب الإدارة الطبية لعمليات زراعة الأعضاء في مشكلات رفض الجسم للعضو المزروع،
وفيها يكون لدى الجسم استجابة مناعية مضادة للعضو المزروع، وهذا ما يؤدي إلى فشل عملية زراعته في الجسم، ومن ثم ضرورة
إزالة العضو المزروع من جسد المتلقي على الفور. وفي هذا الشأن، يجب تخفيض عدد حالات
الرفض قدر الإمكان وذلك من خلال الاختبارات المتعلقة بمقاومة الأمصال لتحديد المتلقي
الأمثل لكل متبرع، بالإضافة إلى استخدام الأدوية المثبطة للمناعة. كما يمكن حدوث
حالات اكتئاب وقلق لدي المتبرع والمتلقي.
الدوافع
الأخلاقية:
إذا تم تنظيم وهب أو تجارة الأعضاء البشرية بشكل مناسب وفعال بحيث يتم ضمان
إبلاغ البائع تفصيلاً بكل التداعيات الناجمة عن التبرع، ستحقق مصلحةً مشتركةً للطرفين
البالغين بالتراضي.
لا الإسلام ولا المسيحية تمانع عملية وهب شخص حيّ
لأعضائه بحرّية ووعي ليتّم نقلها طبيّاً الى شخص آخر، على ان لا يشكّل الامر ايّ خطر
على حياة الواهب أو صحّته، أو نفسيّته أو قدرته على العمل، وعلى ان يكون هناك أمل أكيد
بأن حياة المستفيد من الهبة سوف تتحسّن صحتّه، وستطول حياته. وأن يكون نقل الاعضاء
هو الامكانية الوحيدة لانقاذ حياة المريض.
إن الدافع الاهم للهبة هو محبّة القريب فقط وبعيداً
عن أيّ ضغط معنوي أو إكراه. كما على الواهب ان يقدم على العمل، او فعل الهبة، بملء
الإرادة والوعي والتفكير ومعرفة كلّ ما سيترتب عن هذا الامر احيانًا.
المخاوف
الأخلاقية:
تُثار العديد من المخاوف الأخلاقية عند الحديث
عن الإجراءات التنظيمية لعمليات زراعة الأعضاء في الدول النامية، إضافةً إلى كيفية
توزيع هذه الإجراءات في هذه الدول، وذلك على الرغم من جانبها الإيجابي الذي يعود بالنفع
على من يجرون هذه العمليات في معظم الأحوال. يُعنى الجانب الأخلاقي للموضوع أساسًا
بكلٍ من جهة الحصول على العضو وطريقة الحصول عليه لإجراء عملية زراعة الأعضاء،
ولكن مفهوم "سياحة زراعة الأعضاء" قد يؤدي إلى انتهاك حقوق الإنسان أو استغلال
الفقراء، وحدوث تداعيات صحية غير محسوبة العواقب، فضلاً عن عدم تكافؤ فرص الحصول على
خدمات زراعة الأعضاء، مما قد يسبب أضرارًا في نهاية الأمر.على سبيل المثال، وجهت اتهامات
للسلطات الصينية بأنها تستحوذ على أعضاء من أجساد المواطنين غير المرغوبين بهم لدى
السلطات، مثل نزلاء السجون. وقد ذكرت الجمعية الطبية العالمية أن الأفراد قيد الاحتجاز
لا يمتلكون حرية الموافقة على التبرع بأعضائهم. ويندرج تشريح الجثث غير الشرعي ضمن
أشكال سرقة الأجساد. لذلك، في الصين، تأتي %95 من إجمالي الأعضاء المستخدمة في عمليات
زراعة الأعضاء من سجناء محكوم عليهم بالإعدام. ويُبرر هذا العمل بعدم وجود برنامج عام
للتبرع بالأعضاء في الصين.
بغض النظر عن أن عمليات زراعة الأعضاء تعد بمثابة
"قبلة الحياة"، إلا أنها قد تتم بشكل قسري. ويمكن أن يعتبر الإكراه تصرفًا
استغلاليًا للمواطنين الفقراء، مما يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسية.
وهناك تخوف في الدول المتقدمة كذلك من أن تؤدي
حمى زيادة المعروض من الأعضاء البشرية إلى التغاضي عن احترام الحق في الحياة.
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق