بفضل
التقدم العلمي حولنا، أصبح مصطلح مثل الطاقة البديلة alternative energy قديمًا نوعًا ما، فتوليد الكهرباء في المستقبل لن يدور حول طاقة الرياح،
أو كهرباء السدود المائية، أو توليد الكهرباء من الخلايا الشمسية على أسطح المنازل
والمباني، فسوف يصعد البشر إلى الأعلى لاستقبال أشعة الشمس في الفضاء، وسوف ينزلون
إلى الأسفل في قاع المحيطات لتوليد الطاقة من الميثان، وسوف ينظرون نظرة جديدة إلى
توليد الطاقة من المحطات النووية.
فتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية اليوم أفقدها
كثيرًا من فاعليتها لتقيدها بالعمل نهارا فقط دون الليل، وفي غير الطقس الغائم،
ويفكر العلماء في تحسين فاعلية لوحات الخلايا الشمسية عن طريق وضعها في الفضاء
لتدور حول الأرض في مواجهة أشعة الشمس باستمرار، وعندما تمتص اللوحات طاقة الأشعة
الشمسية، تقوم مرسلات الميكروويف المثبتة على الأقمار الصناعية بإرسال الموجات إلى
الأرض لتحويلها إلى طاقة كهربية، ويشير العلماء إلى أنهم يملكون التقنية لتحويل
ذلك الحلم الذي راودهم منذ السبعينيات إلى حقيقة، فكفاءة تحويل الطاقة الشمسية إلى
طاقة كهربية قد ازدادت إلى أربع أمثالها عن ذي قبل، كما يمكن بناء أنظمة أصغر حجما
وأقل سعرا لإرسالها إلى الفضاء، وقد عمل علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)،
ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وغيرهم من شركات الطاقة الأمريكية في خلال
السنوات الأخيرة على وضع تصور يمكن تنفيذه للفكرة، لكن تظل الحكومة اليابانية أكثر
المتحمسين لها، فقد جندت مئات الباحثين للبحث ورائها، وقد توقع العلماء اليابانيون
إطلاقهم لقمر صناعي بحثي قبل عام 2015، وبحصولهم على أول محطة فضائية لتوليد
الكهرباء من الطاقة الشمسية قبل عام 2030، الأمر الذي يؤدي إلى وصول الكهرباء إلى
الجمهور بسعر تجاري 6.5 سنتا للكيلووات ساعة، أي أقل من متوسط سعر الكهرباء في
الولايات المتحدة الأمريكية، وتجد بعض الدوريات الاقتصادية أن سعر الكهرباء لن يقل
بأي حال عن 50 سنتا للكيلووات ساعة، لكن ذلك لم يقف حائلا أمام تحقيق الحلم، حتى
أن إحدى شركات الغاز والكهرباء في كاليفورنيا قد وقعت عقدا لشراء تلك الكهرباء من
إحدى شركات الطاقة بحلول عام 2016.
وبالنسبة إلى غاز الميثان، فهو غاز قابل للاحتراق
ينبعث من البراكين وأكوام القمامة وروث الحيوانات، ويوجد الميثان المائي (هيدرات
الميثان) تحت أرضية المحيط القطبي المتجمد، وقد تكونت بللورات هيدرات الميثان بفعل
درجات الحرارة المنخفضة والضغوط العالية، وتحتوي بللورات هيدرات الميثان الصلبة
على كميات كبيرة من الميثان في حجم صغير، وهي مصدر ذو قيمة للطاقة حيث تتصاعد
فقاقيع للميثان عن تسخينها، وفي عام 2007 نجح الباحثون في الحصول على غاز الميثان
من قاع المحيط، وتشير دراسة مختصرة قدمت للكونجرس في عام 2008، إلى أن قدما مكعبا
واحدة من هيدرات الميثان يعادل ما يقرب من 170 قدم مكعبا من غاز الميثان، ورغم كون
الميثان وقودا حفريا ضارا للغلاف الجوي، وهو أكثر خطورة على البيئة بنحو عشر مرات
قدر غاز ثاني أكسيد الكربون، لكنه عند احتراقه تقل خطورته وتتصاعد كميات قليلة
للغاية من ثاني أكسيد الكربون مقارنة مع باقي الوقود الحفري كالبترول والفحم.
وتوفر محطات الطاقة النووية 14 في المائة تقريبا
من الكهرباء في العالم، حيث تستخدم الطاقة الحرارية في إنتاج البخار الذي يدير
التوربينات البخارية العملاقة التي تتصل بمولدات إنتاج الكهرباء، وتحد النفايات
النووية الخطرة من التوسع في إنشاء محطات الطاقة النووية، فالمحطات النووية تعتمد
على الانشطار النووي (تفتيت الذرات)، والذي يخلف عنه نفايات نووية مشعة تحتاج إلى
مئات الآلاف من السنوات لكي تتحلل، وتستهلك العديد من المحطات الانشطارية الحديثة
75 في المائة من النفايات النووية الناتجة عنها عن طريق استخدامها في دورة ثانية
للوقود، ويتبقي 25 في المائة تقريبا من تلك النفايات التي يجب التخلص منها، وفي
يناير 2009، كشف باحثون من جامعة تكساس النقاب عن نوع جديد من المحطات النووية
التي تمزج بين عمليتي الإنشطار والاندماج النووي، تستهلك 99 في المائة من نفاياتها
النووية.
تابعونا على الفيس بوك
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق