الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

• الرُضًّع يحفظون المفردات ويفهمون الحوار



       
ليست كلمتا «ماما» و«بابا»... هما الكلمتين اللتين يعيهما الأطفال الرضع، الذين لا تزيد أعمارهم عن الشهور الستة، بجانب أسمائهم التي يطلقها عليهم آباؤهم وأمهاتهم، كما كان يُعتقد في السابق، فقد توصلت أحدث الأبحاث العلمية في مجال علم النفس إلى أن تعرض الطفل للغة الأساسية اليومية التي ينطق بها من حوله يُمكنه من التقاط وفهم أكثر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.

         ولأن الرضع لا يستطيعون، بأي حال من الأحوال، أن يقولوا لنا ما يعرفونه أو ما يتعرفون عليه، فقد اتجه باحثا علم النفس بجامعة بنسلفانيا الأمريكية إيليكا بيرجسون (Elika Bergeson) ودانيال سوينجلي (Daniel Swingly)  للبحث عن أنماط جديدة تظهر لنا ما يبحث عنه الطفل وأين يتركز وينصب اهتمامه.
         واستخدم الباحثان طريقة جديدة تدعى «النظر الموجه باللغة» (Language-guided-Looking)  أو «النظر أثناء الإنصات» (Looking-while-Listening)  لدراسة ردود أفعال الرضع على مجموعتين من الصور. وبالتعاون مع الآباء والأمهات درس الباحثان سلوك نحو 33 رضيعًا تتراوح أعمارهم من 6 إلى 9 أشهر، حيث عرضا عليهم مجموعتي الصور، ثم طُلب من أحد الوالدين تسمية العناصر الموجودة في الصورة باستخدام عبارات مثل «انظر إلى الموز». واهتم الباحثان خلال تلك التجربة بالموضع الذي كان يثير انتباه الرضيع عند نطق اسم العنصر الموجود في الصورة.
         وفوجئ الباحثان بأن غالبية الرضع الذين خضعوا لهذا الاختبار قد تعرفوا على معظم العناصر العشرين محل الاختبار، والتي كان كثير منها كلمات لأسماء طعام أو أجزاء الجسم. ثم قام الباحثان بمقارنة ما توصلا إليه مع نتائج الاختبارات التي أجرياها على عينة مؤلفة من 50 طفلاً رضيعًا ممن تتراوح أعمارهم من 10 إلى 20 شهرًا.
         وتقول إيليكا بيرجسون: «إنه بعمر الستة أشهر، يستطيع الطفل الرضيع فهم معنى الكلمات المتعلقة بالأطعمة وأجزاء الجسم، وعلى عكس الأبحاث السابقة، التي أظهرت أن الرضع الصغار يعرفون أسماءهم أو كلمتي "بابا" و"ماما"، أو يمكن تدريبهم على تعلم كلمات للعناصر الجديدة في المختبر، فإننا توصلنا إلى أن الرضع لديهم معرفة بشأن فئات الكلمات التي هي جزء من حياتهم اليومية».
         وقاد هذا التفكير التقليدي الباحثين إلى توقع نتائج مختلفة جدًا عن اختباراتهما، حيث يقول دانيال سوينجلي إنه فوجئ بالتوصل إلى دليل حول وجود معرفة بمعاني الكلمات لدى الرضع في هذه المرحلة العمرية المبكرة.
         وبحسب تأكيد سوينجلي، فإن هناك المزيد من النتائج التي تظهر مدى الترابط القوي بين مقدار حديث الآباء والأمهات مع أطفالهم الصغار وحجم المفردات التي يكتسبونها... فهو يرى أن اللغة المسموعة استراقًا أو من خلال التلفزيون لا تقم بذلك، وأن أفضل طرق التعلم للرضع تكون حينما نتعامل معهم كشركاء حوار حقيقيين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق