كشف عالم بارز في علم سلوك الحيوانات الرئيسة؛ أن
البحث البيولوجي يكشف يومًا بعد يوم زيف وجهة النظر التي سادت عن طبيعة الإنسان
بأنه ذو نزعة تنافسية وعدائية ووحشية.
كشف فرانس دي وال، عالم بيولوجي في جامعة إيموريفي
أطلنطا، أمام المؤتمر السنوي للرابطة الأمريكية من أجل النهوض بالعلم أن: "الإنسان
يمتلك كثيرًا من النزعات الاجتماعية".
فقد أظهر بحث جديد أجري على الحيوانات العليا من
الرئيسة والفيلة إلى الفئران قاعدة بيولوجية للسلوك مثل التعاون، جاء هذا على لسان
دي وال مؤلف كتاب "عصر التقمص العاطفي: دروس الطبيعة من أجل مجتمع ألطف".
لقد كانت النظرة وسط صفوف العلماء، حتى اثنى عشر
عامًا مضت، أن الإنسان جوهريا «شرير»، لكنه طور قشرة خارجية من الأخلاق السلوكية -
ولو أنها قشرة رفيعة، كما صرح دي وال أمام علماء وصحفيين من أكثر من خمسين بلدًا.
وأضاف دي وال أن طفل الإنسان - وطفل معظم
الحيوانات العليا - «أخلاقي» بالمعني العلمي، لأنه يحتاج إلى التعاون مع أقرانه
للتوالد وإمرار جيناته. كما قال إن البحث العلمي أثبت عدم صحة النظرة التقليدية
للأطروحة، التي سادت منذ القرن التاسع عشر، التي قدمها عالم الأحياء توماس هنري
هكسلي التي تنص على غياب الأخلاق عن طبيعة الإنسان وأنها شيء يقوم بخلقه. كما قال
أن الفرضيات العامة إن تشارلز داروين، مؤسس علم التطور، هو من أرسى وجهة النظر
القاسية، خاطئة أيضًا.
يشرح والبأن «داروين كان أكثر ذكاء من معظممن
ينتمون إلى مذهبه» ويستشهد من كتاب داروين «أصل الإنسان» أن تلك الحيوانات التي
طورت "غرائز اجتماعية واضحة يمكن أن تكتسب حتميا حس أخلاقي أو ضمير".
وقد عرض دي وال على الحضور أفلامًا مسجلة من مختبرات
علمية تكشف عن الاضطراب العاطفي الذي يشعر بها قرد رفض معاملة يتلقاها قرد أخر،
وفأر يتخلى عن قطعة من الشوكولاته لكي يساعد فأر آخر على الهرب من المصيدة.
يصرح دي وال عالم الأحياء الهولندي بجامعة إيموري
في أطلنطا بجورجيا أن هذه الأفلام تظهر أن الحيوانات طبيعيا تمتلك نزعات اجتماعية
نحو "التبادلية (المعاملة بالمثل) والإنصاف والتقمص العاطفي والعزاء والسلوى".
الأخلاق السلوكية الإنسانية أمر غير وارد بدون
التقمص العاطفي
وفي معرض إجابته عن سؤال طرح عليه ما إذا يمكن أن
يغير القبول العام للتقمص العاطفي التنافس الحاد الذي تقوم عليه النظم الرأسمالية
الاقتصادية والسياسية، راوغ مازحا "أنا لست إلا مراقب قرد".
لكنه صرح للصحفيين أن البحث العلمي يظهر أيضًا أن
الحيوانات تضفي التقمص العاطفي على الحيوانات التي تألفها ضمن «جماعتها التفضيلية
الخاصة» - وأن هذه النزعة الطبيعية تمثل تحديًا في عالم إنساني عولمي. وأضاف أن
«الأخلاق» (التي تتطور في الإنسان في المجتمعات الصغيرة) تمثل تحديًا... إنها
تجربة يخوضها النوع البشري بأن يطبق نظامًا نشأ أصلاً ليلائم (الجماعات التفضيلية
الخاصة) على العالم كله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق