لطالما حاول العلماء التكهن بنوعية المرض الذى
أودى بحياة الموسيقار النمساوى الفذ موتسارت وهو لايزال بعد فى سن صغيرة لا تتجاوز الخامسة
والثلاثين. فمن قائل بأنه أصيب بداء
الزهري إلى القائل بأنه أصيب بحمى روماتزمية قضت عليه إلى من يرجح إصابته بالطفيليات بل إن هناك من يكاد يجزم بأنه
مات مسموما على يد غريمه الأكبر أنتونيو ساليري Antonio Salieri
أما الآن فقد ظهر تفسير جديد للمرض الذى أصيب
به موتسارت فى أوخر أيامه، حسبما ذكرت الدورية الطبية Annals of Internal
Medicine بناء على الدراسة التى أجراها باحث هولندى على رأس فريق بحثى فى جامعة
أمستردام. فقد تفشى مرض التهاب البلعوم فى مدينة فيينا حيث كان يعيش الموسيقار الكبير عام
1791 وأدى إلى وفاة الكثيرين طبقا للسجلات الرسمية للمدينة. وتتطابق أعراض هذا المرض مع
الأعراض التى عانى منها موتسارت قبل وفاته، لذا فمن المرجح أن يكون هذا هو المرض الذى
تغلب عليه فى النهاية.
وقد حار الباحثون فى البداية بين مرضي التهاب
البلعوم والحمى القرمزية لكنهم سرعان ما استبعدوا الإصابة بالحمى القرمزية لعدم تطابق أعراضها
بالكامل مع أعراض موتسارت من ناحية ولتفشى مرض التهاب البلعوم، كما ذكرنا، فى المدينة
آنذاك من ناحية أخرى.
فقد عانى موتسارت، حسب أقوال معاصريه، من
التهاب وحمى تبعهما تورم شديد فى منطقة الحلق وتلا ذلك تشنجات وطفح جلدى. وكل هذه الأعراض تنطبق على
مرض التهاب البلعوم الذى يمكن
أن يؤدى فى النهاية إلى التهاب شديد فى الكلى ومن ثم الوفاة. فقد ذكرت زوجة أخيه صوفى هايبل Sophie Haibel أن الالتهاب فى حلق موتسارت كان من الشدة بحيث أنه لم يكن يستطيع تحريك رأسه حتى فى
السرير لكنه لم يغب أبدا عن الوعى ولم يفقد ذهنه الصافى أبدا.
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق